ما اكثر الريانات

 ما اكثر الريانات

موفق محادين

في فيلم (انقاذ الجندي رايان) للمخرج سبيلبيرغ وبطولة توم هانكس ، يكتشف جنرال امريكي حساس للغاية!! ان الجندي رايان المفقود في انزال النورماندي خلال الحرب الثانية ، هو رابع اخوته الذين قتلوا في الحرب دفاعا عن امريكا (الرأسمالية المتوحشة) فيقرر استعادته بأي شكل مهما كان عدد القتلى من الطرفين .اي مفارقة في الاسماء، كما في مسرح الدموع الدموي بين هذا الجندي وبين الطفل المغربي الفقير ، ريان. وفي كل ذلك شتان شتان بين دموع حرى تذرف على الراحلين او تجمع في قوارير زجاجية تدفن مع الموتى في طقوس شرقية ويونانية ورومانية قديمة ، وبين دموع الصيادين من دخان الطرائد وهي تتقلب على النار ، و دموع التماسيح وهي تطحن ضحاياها.الى ذلك، تحضر الاسقاطات والتوظيفات الغرائبية بنوايا مختلفة ، سياسية او تراجيدية ، كما في التأويلات المسيئة للرسول الاعظم ،بزعم انه ظهر لاحدهم في المنام لاستنفار (ألمسلمين) حول مرسي في (رابعة) ،او للثبات في افغانستان ، حيث حول مجاهدو المخابرات الامريكية قنابل دخانية خاصة (صممت لهم في دوائر هذه المخابرات للتشويش على الطائرات الروسية) ، الى ملائكة على شكل غيوم مرسلة ، وبالمثل ظهور العذراء للقوات اللبنانية بزعامة جعجع خلال الحرب الاهلية .كما نعرف ان هذه الغرائبيات انتقلت الى الادب ايضا في اعمال كويلو ودان براون وغالا وغيرهم (البحث عن اسرار مخفية في صناديق او لفائف مقدسة) .بالعودة الى الحادثة ، فجأة يسقط طفل فقير في بئر ارتوازي قديم شمال المغرب وتتسابق كل فضائيات الكون وتنصب كاميراتها حول البئر على مدار ايام كاملة ، ويكتم العالم كله انفاسه لحظة بلحظة في دراما مفبركة تشي بالكثير من الاسئلة والشبهات ، في هذه الدراما المرعبة بحق طفل فقير وعائلة منكوبة ، عرفت ان الموت ادرك صغيرها منذ اليوم الاول وانه بات ضحية مسرحية لفضائيات الرجعية وشبكات الاعلام المشبوهة ، ولعل فضائيات النفط والغاز المسال لم تتوحد على موقف كما توحدت حول هذه المسرحية كما لو ان هناك (اوردر) او ايعاز من حكومة خفية .ومن قبل ومن بعد ماذا عن :- اطفال فلسطين الشهداء والمقيدون بالاغلال في سجون العدو الصهيوني و يتعرضون للاغتصاب والتعذيب .- اطفال العراق الذين ابادهم الطيران الامريكي والبريطاني والاطلسي عموما باليورانيوم المنضب واكمل عليهم التكفيريون بالسيارات المفخخة والبلطات .- اطفال اليمن يقضون نحبهم بالعشرات بين التجويع وقصف الطائرات.- اطفال مخيمات اللجوء السورية وهم يموتون وقوفا من شدة البرد، او يساقون الى معسكرات الارهابيين لتجنيدهم .و من ينسى :- اطفال فيتنام الذين وثق المخرج الامريكي كوبولا في فيلم (القيامة الان) ابادتهم بصورة وحشية حيث كانت الطائرات الامريكية تقصف القرى وتقتل الجميع على انغام موسيقى (فاغنر) – اطفال اليابان الذي حرقتهم الطائرات الامريكية بالقنابل الذرية – اطفال مزارع الكاكاو الرأسمالية ، يشيخون قبل الاوان ويموتون قبل الثلاثين – الاطفال العمال الذين كانوا يسقطون في ماكينات اللحم الجبارة ويصبحون جزءا من المرتديلا (كما في رواية الغاب للروائي الامريكي سنكلير) – اطفال الهنود الحمر الذين كانت الشركات الامريكية تنظم الرحلات لاصطيادهم عبر نوافذ القطارات وقتلهم مع الحيوانات .- اطفال افريقيا الذين كانت الشركات الرأسمالية الاوروبية تخطفهم وتبيعهم في اسواق النخاسة، ويجبرون على العمل في ظروف شاقة حتى الموت

Editor Editor

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *