قمة “بغداد 2” في الأردن.. وزير الخارجية الإيراني يلتقي مسؤولين أوروبيين.. وملك الأردن يقول ان المؤتمر يهدف لضمان أمن العراق وازدهاره.. السيسي: نرفض أي تدخل في شؤون العراق الداخلية.. وماكرون يدعو إلى مسار جديد في العراق “من دون إملاء من الخارج”
![قمة “بغداد 2” في الأردن.. وزير الخارجية الإيراني يلتقي مسؤولين أوروبيين.. وملك الأردن يقول ان المؤتمر يهدف لضمان أمن العراق وازدهاره.. السيسي: نرفض أي تدخل في شؤون العراق الداخلية.. وماكرون يدعو إلى مسار جديد في العراق “من دون إملاء من الخارج”](https://alentesharnewspaper.com/wp-content/uploads/2022/12/2022-12-20_06-37-41_401207.jpg)
الإنتشار العربي :يستضيف الأردن الثلاثاء قمة تجمع فرنسا واللاعبين الرئيسيين في الشرق الأوسط، بما في ذلك إيران والسعودية الخصمان الإقليميان، في محاولة لنزع فتيل الأزمات المتفاقمة في المنطقة عبر الحوار.
ويعقد مؤتمر “بغداد 2” في مركز الملك حسين بن طلال للمؤتمرات على ساحل البحر الميت (50 كيلومترا غرب عمان)، بعد دورة أولى أقيمت في العاصمة العراقية في آب/أغسطس 2021 بمبادرة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والعراق.
وقالت الرئاسة الفرنسية “الهدف من اجتماع كهذا هو جمع جيران العراق وشركائه حول الطاولة في محاولة للمضي قدما عبر تعزيز الحوار”.
لكنّ الرهان يبقى محفوفاً بالمخاطر في منطقة غير مستقرة أساساً. فتشهد إيران “قمعا ” لتظاهرات شعبية فيما توصل العراق قبل فترة وجيزة لتسوية هشة بعد أزمة سياسية استنزفته مدة سنة. أما سوريا فلا تزال ساحة مواجهات بين قوى متناحرة، فيما يغرق لبنان في شلل سياسي على وقع فراغ رئاسي، من بين أزمات إقليمية أخرى.
ويهدف المؤتمر، وفق الإليزيه، إلى “تقديم الدعم لاستقرار العراق وأمنه وازدهاره، ودرس الوضع في المنطقة بأسرها، باعتبار أن العراق بلد محوري فيها”.
ويقول مدير معهد الشرق الأدنى والخليج للدراسات العسكرية رياض قهوجي إن للمؤتمر “طموحات كبيرة لكن لا أحد ينتظر معجزات”.
ويرى أن فرنسا هي بمثابة “رأس حربة للغرب في إبقاء شعرة معاوية مع الطرف الإيراني، خصوصاً على وقع الجمود في مفاوضات فيينا” النووية.
ويشارك في المؤتمر رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني وكل من مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الذي ينسّق مفاوضات فيينا حول الملف النووي الإيراني ومنسق الاتحاد الأوروبي لهذه المحادثات إنريكي مورا، إضافة إلى وزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان وعدد آخر من وزراء الخارجية العرب.
وقال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، في كلمته، إن بلاده متمسكة ببناء علاقات وثيقة مع كل الشركاء الإقليميين والدوليين.
وقال السوداني إن العراق يتمسك ببناء علاقات وثيقة مع كل الشركاء الإقليميين والدوليين، وأنه “لن يسمح بأي تهديد من العراق لأي دولة بالجوار والمنطقة”.
وأضاف أن “العراق يواجه تهديدا وجوديا بسبب شح المياه ويعمل مع تركيا وإيران لضمان أمنه المائي”.
ورأى هذا الأخير أن القمة “ستشكّل فرصة جيدة بالنسبة إلينا لاستكمال هذه المباحثات”.
ومن الضروري، وفق قهوجي المقيم في دبي، معاينة موقف إيران باعتبارها “العنوان الكبير” ذلك أن يدها “موجودة في كل مكان، من العراق إلى سوريا مروراً بلبنان واليمن”.
ويضيف “لا يريد الإيراني أن يتنازل عن أي مكتسبات، فهو يتفاوض من منطلق +ما لي هو لي+ في هذه الدول”، معتبراً أن السؤال الأبرز يبقى “هل ستظهر إيران ليونة أكثر أو استعداداً أكثر أو تقدم نتائج ملموسة؟” خلال المؤتمر.
لكنه في الوقت ذاته، لا يتوقع أن “تتحلحل الأمور” طالما أن “الموقف الإيراني لا يتغير”.
وتتهم إيران منافستها الإقليمية، المملكة العربية السعودية، التي انقطعت العلاقات الدبلوماسية معها منذ عام 2016، بتشجيع حركة الاحتجاجات غير المسبوقة في البلاد.
وقال وزير خارجية إيران الاثنين “نحن مستعدون للعودة إلى العلاقات الطبيعية وإعادة فتح السفارات عندما يكون الجانب السعودي جاهزًا”.
ويزيد دخول إيران في النزاع الأوكراني من خلال تزويد روسيا طائرات مسيرة من تعقيد الوضع، وفق قهوجي.
– اختبار للعراق –
ويشكل المؤتمر اختباراً لرئيس الوزراء العراقي الجديد محمّد شياع السوداني، الذي جاء تعيينه بعد جمود سياسي أستمر لأكثر من عام.
وسيكون المؤتمر أول لقاء دولي رفيع المستوى يرأسه المسؤول الذي يُعتبر أقرب إلى إيران من سلفه مصطفى الكاظمي.
وتشير الرئاسة الفرنسية إلى أن السوداني “يشاركنا في تنظيم المؤتمر. لذلك ثمّة رغبة في الاستمرارية من جانبه، وهذا أمر يجدر ملاحظته”.
ويرى الباحث الزائر في المجلس الأوروبي للعلاقات الدولية حمزة حداد أنّ “القمة الأولى هدفت إلى إظهار أن بمقدور رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي أن يجمع قادة المنطقة، لا سيما دول الخليج، في بغداد”.
وفي النسخة الثانية في عمان، “سيكون هدف رئيس الوزراء السوداني إظهار قدرته على الحفاظ على هذه العلاقات”، وفق حداد.
ويضيف “مع ذلك، أعتقد أن العراقيين وغير العراقيين يودون هذه المرة أن يروا الاجتماع يفضي إلى أجندة أكثر جدية”.
ويتناول الاجتماع كذلك قضايا مشتركة على غرار الاحترار المناخي والأمن الغذائي فضلاً عن التعاون الإقليمي في مجال الطاقة.
وعلى جدول أعمال ماكرون الذي زار الإثنين حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديغول قبالة سواحل مصر للاحتفال بعيد الميلاد مع القوات الفرنسية، لقاء مع ملك الأردن عبد الله الثاني “الحليف في محاربة الإرهاب”، بحسب باريس.
وأعلن الجيش الأردني أنه سينشر قوات من مطار الملكة علياء الدولي (30 كيلومترا جنوب عمان) إلى مكان انعقاد المؤتمر في البحر الميت (50 كيلومترا غرب عمان).
والتقى وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، الثلاثاء، مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل على هامش النسخة الثانية من مؤتمر “بغداد للتعاون والشراكة” المنعقدة في الأردن.
وذكر موقع “إيران إنترناشيونال” أن الاجتماع حضره كبير المفاوضين الإيرانيين بالملف النووي علي باقري، وإنريكي مورا مساعد منسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، منسق مفاوضات الاتفاق النووي.
من جهته، كشف بوريل، في تغريدة، أن اللقاء مع وزير الخارجية الإيراني “كان ضروريا”.
وقال: “عقدت اجتماعا ضروريا مع وزير الخارجية الإيراني في الأردن، وسط تدهور العلاقات بين إيران والاتحاد الأوروبي”.
وشدد في تغريدته على “ضرورة الوقف الفوري للدعم العسكري لروسيا والقمع الداخلي في إيران”.
وأشار إلى أهمية “إبقاء الاتصالات مفتوحة” بين طهران والاتحاد، واستئناف العمل بالاتفاق النووي لعام 2015 على أساس مفاوضات فيينا.
وفي السياق، نقل موقع “يورونيوز” الأوروبي عن الخارجية الإيرانية أن الوزير عبد اللهيان أكد خلال لقائه بالمسؤولين الأوروبيين أن بلاده “مستعدة لحل أي سوء تفاهم بالتعامل المباشر مع الجانب الأوكراني”.
كما أدان عبد اللهيان نهج الدول الغربية وفرض عقوبات “غير مشروعة” على بلاده بذريعة “كاذبة لحماية حقوق الإنسان”.
وأمس، أعلن وزير الخارجية الإيراني أن القمة الإقليمية قد تشكل فرصة “لتحريك المباحثات المتعثرة منذ أشهر بشأن إحياء الاتفاق النووي”.
ووصل وزير الخارجية الإيراني إلى العاصمة الأردنية عمّان، مساء الاثنين.
ويشارك في المؤتمر 12 دولة، هي العراق والأردن المستضيفتان للمؤتمر وفرنسا الداعية له، وتركيا ومصر والكويت والسعودية والإمارات وقطر وسلطنة عُمان والبحرين وإيران.
ويهدف المؤتمر إلى مساعدة العراق على توفير الأمن والاستقرار والازدهار ويتطرق إلى مناقشة ملفات محورية تتصدرها المنطقة والإقليم.
وعُقدت النسخة الأولى من المؤتمر بالعاصمة العراقية بغداد في أغسطس/ آب 2021.
من جهته أكد ملك الأردن عبد الله الثاني، الثلاثاء، أن مؤتمر بغداد يهدف إلى “خدمة مصالحنا المشتركة وضمان أمن العراق وازدهاره واستقراره”.
جاء ذلك خلال كلمته لدى افتتاح أعمال النسخة الثانية لمؤتمر بغداد للتعاون والشراكة، الذي تستضيفه المملكة بمنطقة البحر الميت غربي العاصمة عمان، وفق مراسل الأناضول.
وذكر الملك عبد الله أن “التحديات التي تواجهنا كثيرة وتزداد تعقيدا، لكننا نؤمن أيضا أن هذا المؤتمر ينعقد من أجل خدمة مصالحنا المشتركة، لضمان أمن العراق وازدهاره واستقراره ركنا أساسيا في منطقتنا، ونتطلع لمواصلة العمل معكم لتعميق شراكاتنا خدمة لشعوبنا”.
وأضاف: “المؤتمر ينعقد في وقت تواجه فيه المنطقة أزمات أمنية وسياسية، وتحديات الأمن الغذائي والمائي والصحي، بالإضافة إلى الحاجة لتأمين إمدادات الطاقة وسلاسل التوريد والتعامل مع تداعيات التغير المناخي”.
واعتبر أن “انعقاد المؤتمر يؤكد تصميم الجميع على العمل مع العراق حكومة وشعبا من أجل مزيد من الازدهار والتكامل”.
وشدد عاهل الأردن على إيمان المملكة “بحاجة المنطقة للاستقرار والسلام العادل والشامل والتعاون الإقليمي، خاصة في المجالات الاقتصادية والتنموية ومعالجة قضايا الفقر والبطالة”.
وبين أن “مواجهة التحديات المشتركة تستدعي عملاً جماعياً تلمس شعوبنا آثاره الإيجابية”.
ويشارك بالمؤتمر 12 دولة، وهي العراق والأردن المستضيفتان للمؤتمر وفرنسا الداعية له، وتركيا ومصر والكويت والسعودية والإمارات وقطر وسلطنة عُمان والبحرين وإيران.
ويهدف المؤتمر إلى مساعدة العراق على توفير الأمن والاستقرار والازدهار، ويتطرق إلى مناقشة ملفات محورية أخرى، تتصدرها المنطقة والإقليم.