قمة العقبة المثيرة للجدل.. ملفات أمنية وسياسية حساسة على الطاولة والحديث عن مفاجآت قادمة وخوف على المقاوم.. ووفد السلطة يحاول تبرير مشاركته وعمان تُطمئن الجميع والفصائل تُدين
![قمة العقبة المثيرة للجدل.. ملفات أمنية وسياسية حساسة على الطاولة والحديث عن مفاجآت قادمة وخوف على المقاوم.. ووفد السلطة يحاول تبرير مشاركته وعمان تُطمئن الجميع والفصائل تُدين](https://alentesharnewspaper.com/wp-content/uploads/2023/02/2023-02-26_09-34-02_673044.jpeg)
الإنتشار العربي :ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية إن “قمة العقبة التي انطلقت عند العاشرة صباحا ومن المتوقع أن تنتهي عند الخامسة مساء، تناقش الخطة الأميركية لخفض التوتر بالضفة الغربية، وإنهاء المقاومة المسلحة فيها”، على حد زعمها.
انطلقت صباح اليوم الأحد، “قمة العقبة الأمنية”، بين وفد رسمي عن السلطة الفلسطينية، وبين مسؤولين من الحكومة الإسرائيلية، وذلك بمشاركة وفود من أميركا ومصر والأردن التي قامت بالتنسيق لانعقادها، حيث تتمحور القمة الأمنية على بحث ومناقشة ملفات سياسية وأمنية وعسكرية.
وأفادت صحيفة “يديعوت أحرونوت” بأن القمة في العقبة انطلقت هذا الصباح بمشاركة إسرائيلية وفلسطينية وبرعاية أردنية ومصرية وأميركية، وتستهدف القمة الاتفاق على ترتيبات أمنية لوقف التوتر الميداني لاسيما قبل حلول شهر رمضان الشهر المقبل.
وأتى انعقاد هذه القمة، عقب الأنباء التي أوردتها وسائل إعلام إسرائيلية الأسبوع الماضي بشأن تفاهمات تم التوصل إليها بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل بوساطة أميركية، تقضي التراجع عن طرح مشروع قرار في مجلس الأمن يدين الاستيطان، مقابل تعليق مخططات التوسع الاستيطاني وهدم منازل الفلسطينيين وتهدئة الأوضاع الميدانية.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية إن “قمة العقبة التي انطلقت عند العاشرة صباحا ومن المتوقع أن تنتهي عند الخامسة مساء، تناقش الخطة الأميركية لخفض التوتر بالضفة الغربية، وإنهاء المقاومة المسلحة فيها”، على حد زعمها.
وتتضمن الخطة الأميركية وقف إسرائيل الخطوات الإضافية الأحادية الجانب فيما يتعلق بالمستوطنات، مقابل وقف السلطة خطواتها ضد إسرائيل في الأمم المتحدة.
وأمس السبت، نقلت مروحية عسكرية أردنية من رام الله وفد السلطة الفلسطينية، الذي يضم كل من حسين الشيخ أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حسين الشيخ، ومدير المخابرات الفلسطينية وماجد فرج، والناطق باسم الرئاسة الفلسطينية، ونبيل ابو ردينة، والمستشار الدبلوماسي للرئيس الفلسطيني ومجدي الخالدي.
وأكدت الرئاسة الفلسطينية، مشاركة “وفد رفيع المستوى” في القمة الخماسية التي تستضيفها الأردن في مدينة العقبة اليوم الأحد.
ولتبرير مشاركة وفد السلطة الفلسطينية في قمة العقبة الأمنية، قالت الرئاسة في بيان لها، اليوم الأحد، إن الوفد الفلسطيني المشارك في أعمال هذا الاجتماع، سيعيد التأكيد على التزام دولة فلسطين بقرارات الشرعية الدولية كطريق لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.
وتابع البيان أن “الوفد سيشدد على ضرورة وقف جميع الأعمال الأحادية الإسرائيلية والالتزام بالاتفاقيات الموقعة، تمهيدا لخلق أفق سياسي يقوم على قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية”.
وفي المقابل، يترأس الوفد الإسرائيلي المشارك في قمة العقبة الأمنية، مستشار الأمن القومي، تساحي هنغبي، إلى جانب رئيس جهاز الأمن العام “الشاباك” رونين بار، وقيادات أمنية وضباط من الجيش الإسرائيلي.
وشارك في قمة العقبة ضمن الوفد الإسرائيلي أيضا، مدير عام وزارة الخارجية رونين ليفي، ومنسق عمليات الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، غسان عليان، ورئيس الشعبة السياسية الأمنية بوزارة الأمن درور شالوم.
وتشير مشاركة بار في القمة إلى أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تولي أهمية كبيرة لمحاولة منع انهيار السلطة الفلسطينية، وتعزيزها كوسيلة لوقف التصعيد الأمني في الضفة الغربية وتجنب اندلاع انتفاضة ثالثة.
ومن الجانب الأميركي، شارك في القمة مستشار الرئيس لشؤون الشرق الأوسط بيرت ماكغرك، ومساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط باربرا ليف.
ومن الجانب الأردني، حضر قمة العقبة الأمنية، وزير الخارجية أيمن الصفدي، ورئيس المخابرات أحمد حسني، أما الجانب المصري فيحضر رئيس المخابرات عباس كمال.
ونفى مصدر أردني مسؤول مساء السبت، ما نشرته وسائل الإعلام الإسرائيلية حول قمة العقبة، مدعية أن هدفها هو تدريب عناصر من جهاز الأمن الفلسطيني في قواعد تدريبية على الأراضي الأردنية لقتال فصائل المقاومة في الضفة الغربية.
وقال المصدر الأردني لوكالة عمون الأردنية إن “ما تم تداوله عار عن الصحة، مرجحا أن يكون مصدره متطرفون يريدون التصعيد وإفساد الجهد المستهدف وقف جميع الإجراءات الأحادية والعمليات العسكرية وصولا إلى مرحلة تهدئة يتم خلالها بناء ثقة وصولا إلى انخراط سياسي”.
وذكرت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية “كان”، أن قمة العقبة تأتي بمبادرة أميركية أردنية مصرية، وذلك في محاولة لما وصفته “تهدئة الفلسطينيين” من خلال طرح مسار عملي أمامهم لإقناعهم بأن ثمة فرصة مواتية للتغيير.
وأوضحت الإذاعة الإسرائيلية أنه من أجل توفير مثل هذه الفرصة، سيتعين على إسرائيل اتخاذ إجراءات إيجابية ومبادرة “حسن نوايا” تخص الفلسطينيين، بيد أن هذا ليس من المؤكد أن يحدث في ظل تركيبة الحكومة الإسرائيلية الحالية، بحسب تقديرها.
هذا ونددت فصائل فلسطينية معارضة بمشاركة السلطة الفلسطينية ، اليوم الأحد، في اجتماع العقبة .
وقالت حركة حماس ، في بيان ، إن مشاركة السلطة الفلسطينية في الاجتماع يمثل “خروجا عن الإجماع الوطني الفلسطيني (..) ورضوخا للإملاءات الإسرائيلية والأمريكية”.
بدورها ، اعتبرت حركة الجهاد الإسلامي أن مشاركة السلطة في الاجتماع “أمر لا يخدم الشعب الفلسطيني والمستفيد الأكبر هو الاحتلال الإسرائيلي للحصول على غطاء لمزيد من العدوان”.
كما أدانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، مشاركة السلطة في الاجتماع واعتبرتها “منح لغطاء سياسي لمجازر إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني”، محذرة إياها من إعادة التنسيق الأمني مع إسرائيل بملاحقة “قوى المقاومة”.
أما الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين فانتقدت “إصرار القيادة السياسية للسلطة الفلسطينية على مجاراة النصائح الأمريكية والاستفراد بالقرار السياسي بما يلحق الضرر بالقضية والحقوق الوطنية”.
يأتي ذلك فيما شارك عشرات الفلسطينيين في وقفة في مدينة غزة رفضا للاجتماع الخماسي في مدينة العقبة الأردنية، تخللها رفع الأعلام الفلسطينية ولافتات مكتوبة تندد بموقف السلطة الفلسطينية.
وبحسب إحصائيات فلسطينية رسمية استشهد 64 فلسطينيا في الضفة الغربية وشرق القدس منذ بداية العام الجاري برصاص الجيش الإسرائيلي في أكبر حصيلة منذ عام .2000
وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية الأسبوع الماضي عن تفاهمات تم التوصل إليها بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل بوساطة أمريكية للتراجع عن طرح مشروع قرار في مجلس الأمن يدين الاستيطان الإسرائيلي مقابل تعليق مخططات التوسع الاستيطاني وهدم منازل الفلسطينيين وتهدئة الأوضاع الميدانية.
يشار إلى أن محادثات السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل متوقفة منذ عام .2014