#عواقب_فشل_الثورات
1) يعود النظام القديم بوجوه جديدة ولكن بذات الخصائص والانحيازات والتحالفات الخارجية والداخلية، وبنفس السياسات والادوات القديمة، ولكنه يعود #أكثرشراسة وتطرفا تجاه اى معارضة. 2) ويبدأ #بتصفية كل ما حققته الثورة والثوار من مكتسبات فى مجال الحقوق والحريات وتداول السلطة ونزاهة الانتخابات والفصل بين السلطات واستقلالها. 3) يسارع الى اصلاح وترميم وتعويض ما اصاب بنيته الداخلية ومؤسساته وقواه وطبقاته ومصالحه من خسائر وضربات على ايدى الثورة، فيقوم بالافراج عن كل من تم اعتقالهم من قيادات النظام القديم، و حل كل مؤسسات الثورة من برلمانات واحزاب وتنظيمات ومنابر صحفية واعلامية، والغاء وتعديل الدساتير ومنظومة التشريعات والقوانين التى تنظم الحياة السياسية واعادتها الى ما كانت عليه، وتطهير كل مؤسسات الدولة من كل الذين قبلوا التعامل مع الثورة..الخ. 4) يتخذ سلسلة من #الاجراءاتالاستثنائية لتامين نفسه ضد اى احتمال لتكرار الثورة مرة اخرى، فيقوم بتأميم الحياة السياسية والبرلمانية ويعيد فرض هيمنة السلطة التنفيذية على السلطتين القضائية والتشريعية وعلى الاعلام، ويقوم بحظر المعارضة او حصارها واغلاق اى هامش ديمقراطى كان متاحا لها قبل الثورة، واغلاق كل منافذ العمل السياسى ومنابر الراى مع سيادة الراى الواحد، والتحكم الكامل فى نتائج اى انتخابات برلمانية او رئاسية، واغلاق أي ابواب لتداول السلطة لسنوات طويلة، محصنا اجراءاته بحزمة من التعديلات الدستورية والاستفتاءات الشعبية والتشريعات الجديدة.
5) مع #التنكيل الشديد بكل من شارك في الثورة من قوى واحزاب وجماعات وشخصيات، من باب الثأر والانتقام وايضا حتى لا يتجرأ أحد فى المستقبل على محاولة تكرارها مرة اخرى.
6) يقوم بعملية #احلالوتجديد واسعة فى القيادات الكبرى، باحالة الحرس القديم الى التقاعد، واستبدالهم بقيادات وكوادر جديدة لشغل المناصب والمراكز القيادية العليا من عناصر الصف الثانى والثالث والرابع فى النظام السابق، والذين يكونون أكثر شباب ولكن اقل خبرة، مما قد يكون له بالغ الأثر على السياسات والقرارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. مع الحرص على تأسيس قاعدة جديدة موالية من السياسيين والمثقفين والكتاب والصحفيين والاعلاميين والنواب لدعم السلطة الجديدة والترويج لها. 7) كما يضطر النظام العائد، الى سداد حزمة من الفواتير الباهظة فى شكل اتفاقيات وصفقات دولية واقليمية واقتصادية جديدة، تنتقص من استقلال البلاد وسيادتها وثرواتها؛ مقابل الحصول على #الاعترافالدولي، والتغاضي عن اى اجراءات استثنائية تنتهك الحريات وحقوق الانسان، والامتناع عن تقديم على دعم دولى مستقبلى لأى انتفاضات او ثورات جديدة، بالإضافة الى سداد الفواتير الى الدول التي دعمته وساندته لإجهاض الثورة.
8 ) ودائما ما يستدعى أى نظام عائد بعد اى ثورة فاشلة، خطاب #الأخياروالأشرار لتبرير كل اجراءاته الاستثنائية العنيفة أمام الرأى العام الداخلي والخارجي. والأخيار بطبيعة الحال هم النظام وكل القائمين عليه والمؤيدين له، والأشرار هم كل من تجرأ على الثورة ضده وكل من يعارضه. …………………………….. أما على #الجانبالآخر فلا تلقى القوى التى شاركت فى الثورة الفاشلة ومعها اى معارضة اخرى سوى النتائج التقليدية التى تلحق بالمهزوم فى أى صراع خارجى أو داخلى.
وتظل لسنوات تالية فى حالة من عدم الاتزان تعاني من عواقب هذا الفشل ومن العقوبات السياسية والامنية والقضائية القاسية التى فرضها النظام العائد، فتخفت اصواتها أو يتم اسكاتها قسرا، وتغلق فى وجهها كل الساحات فيما عدا ساحات المحاكم والسجون وسلطات التحقيق، وتتقلص انشطتها وفاعلياتها الى قضية واحدة ومصيرية هى الدفاع عن وجودها وحقوقها وحرياتها فى مواجهة بطش السلطات.
…………………………………….
ورغم ان هذه هى قواعد الصراع ومآلات الهزيمة والفشل فى اى ثورة تتعرض لتجربة مماثلة، الا انه يظل وضعا استثنائيا مرفوضا #لايمكن ان يستمر لعديد من الاسباب على رأسها استحالة احتماله والتعايش معه والاستسلام له لفترات طويلة من قبل الشعوب الحرة، وليس تاريخنا وتاريخ البشرية كلها على امتداد قرون طويلة، سوى كر وفر ومعارك ونضالات دائمة ومستمرة فى معارك انتزاع الحرية بكافة اشكالها ومعانيها. ولذلك يصبح #السؤالالمطروح فى اى بلد تمر بظروف مشابهة هو متى ينتهى هذا الاستثناء وكيف؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فى رحاب ذكرى #25يناير
محمد سيف الدولة