“عرين الأسود” يتسبب بـ”حوار صاخب ونادر” في عمق المنظومة الأمنية الفلسطينية: “لغز” الحواضن والأهم “الفتحاوية” و”الكادر الأمني” متعاطف ومسئول أمني لـ”رأي اليوم”: “مطاردة.. إعتقال.. مداهمة شباب العرين صعب جدا ومعقد ومكلف في الظرف الحالي”

الإنتشار العربي :واحدة من التأثيرات المسكوت عنها في ملف تنظيمات مجموعات “عرين الأسود” المسلحة في بعض مدن الضفة الغربية المحتلة هي تلك المتعلقة بتأثير محتمل لهذا التنظيم الذي لفت الأنظار ويلاحقه الاسرائيليون وأضواء الاعلام الى وجود حواضن إجتماعية واحيانا فتحاوية وتنظيمية متعاطفة جدا مع اعضاء هذا التنظيم.
وايضا وجود انصار لهذا التنظيم اقرب الى مناصرته ضمنيا على الأقل في الاجهزة الامنية الفلسطينية، وشهد جنرال أمني مسؤول تحدث لـ”رأي اليوم” بان الكوادر في الاجهزة الامنية الفلسطينية الاربعة من الصعب جدا عليها ان تنفذ اي اوامر بالاعتقال او المداهمة او حتى التحقيق مع نشطاء “عرين الاسود”، مشيرا الى ان اي مسؤول امني يتخذ قرارا بهذا الموضوع قد يدفع ثمنا غاليا اما في المجتمع او حتى في حركة فتح تحديدا.
ويبدو ان رسائل من المنظومة الامنية التابعة للسلطة الفلسطينية ارسلت الى بعض الدول العربية الوسيطة والى الولايات المتحدة تحديدا تفيد بان الاجهزة الامنية ولعدة اسباب لا تملك، او لا تستطيع اللجوء الى خيار مطاردة تنظيم “عرين الاسود”، كما يرغب الاسرائيليون وان بقاء حالات الإغلاق وقتل الفلسطينيين ومطاردتهم وتجويعهم وعدم توفير حماية لهم في ظل التشدد اليميني الاسرائيلي مسالة قد تورط المنظومة الامنية الفلسطينية في اختبار لا اساس لها خصوصا في مرحلة الحاجة الاقتصادية وارتفاع مستوى التضخم والاسعار.
ويعتبر تاثير تنظيمات “عرين الاسود” بكل تفصيلاته في نابلس وجنين وحتى في مدينة الخليل من الأسرار التي يحاول الاجهزة الامنية وكوادرها الاسرائيليون تفكيكها.
والانطباع العام وسط النخبة الفلسطينية الخبيرة بالملف الامني حصرا، بان السبب في الحالة المتعاطفة وسط كوادر الاجهزة الامنية الفلسطينية مع شباب العرين هو حصرا وجود خطوط اتصال وتشاور لا بل اعضاء بارزون من شباب فتية حركة فتح حصريا في هذه المجموعات.
وتكرس القناعة في المنظومة الامنية الفلسطينية بان المواجهة مع تنظيم “عرين الاسود” وشبابه قد تعني لاحقا المواجهة مع حركة فتح بسبب انسداد الافق السياسي وسوء الأوضاع الاقتصادية، لا بل الاتجاهات اليمينية المتطرفة للحكومة الاسرائيلية وسياسة الاغلاق والقتل والفتك بالفلسطينيين وبسبب القيود التي يفرضها الواقع الموضوعي اليوم على اجهزة الامن الفلسطينية في سياق ما يسمى عموما بميل الشعب الفلسطيني للمواجهة ولحراك يتحرر فيه من القيود.
ومن المرجح في هذا السياق ان لغز العلاقة التي تحكم اعتبارات المنظومة الامنية الفلسطينية في ملف “عرين الاسود” بدا يثير الجدل لان الارتباط هنا جذريا بحركة فتح موجود نشطاء بارزون في الحركة خارج دائرة التعاطف بل العضوية المباشرة في مجموعات “عرين الاسود” التي تحقق تقدما ملحوظا لكل الاطراف في التاسيس لحواضن اجتماعية وفي كل المدن الفلسطينية.
وطبعا الانطباع الابرز لتنظيم “عرين الاسود” هو الوحيد بين بقية التنظيمات الفلسطينية الذي يملك ورقة عبور الفصائلية ويوجد فيه نشطاء من غالبية الفصائل الفلسطينية بما فيها فصائل المقاومة وتوفر له فصائل اساسية في المقاومة الاسلحة والدعم اللوجستي والتسهيلات والاتصالات.
لكن الشباب الذي يتصرف او يحمل السلاح ويتحرك في إطار مجموعات عرين الاسود غادر منطقة النزاع الفصائلي وبالتالي اصبحت الفصائل مضطرة للتعامل باحترام مع ظاهرة العرين ومع اي كوادر شابة تتبع لها و تنضم للعرين او تقدم له خدمات او تسهيلات ويفسر ذلك تأثر الاجهزة الامنية عموما في هذا السياق لأنها لا تقدم شيئا يذكر من اي صنف في المجال الحيوي لتوفير حماية للمواطنين الفلسطينيين حتى في المناطق التي تتبع سيادتها وسلطتها.