سفير واشنطن بالكيان: التطبيع بين السعودية واسرائيل أمرٌ معقدٌ وصعبٌ والرياض غير معنية.. عرّاب (اتفاقيات أبراهام): إسرائيل بحاجةٍ للاتفاق ولكنّها ترفض دفع كلّ وأيّ ثمنٍ
![سفير واشنطن بالكيان: التطبيع بين السعودية واسرائيل أمرٌ معقدٌ وصعبٌ والرياض غير معنية.. عرّاب (اتفاقيات أبراهام): إسرائيل بحاجةٍ للاتفاق ولكنّها ترفض دفع كلّ وأيّ ثمنٍ](https://alentesharnewspaper.com/wp-content/uploads/2023/07/2023-07-05_06-27-50_339531.jpg)
الإنتشار العربي :بات واضحًا كعين الشمس أنّ التطبيع الذي تصبو إليه دولة الاحتلال الإسرائيليّ مع المملكة السعوديّة يبتعِد كثيرًا عن التحقق، خلافًا للتوقعّات في تل أبيب، التي صرح مسؤولوها مرارًا وتكرارًا أنّ القضية هي مسألة وقتٍ ليس إلّا، وفي هذا السياق، قال السفير الأمريكيّ لدى دولة الاحتلال، توماس نايدز، إنّ التطبيع بين الاحتلال والرياض أمر معقد وصعب، لكن إذا تدخل الرئيس الأمريكي جو بايدن فإنّ تدخله سيكون عاملاً حاسمًا، على حدّ تعبيره.
ولفت بحسب ما نقلت عنه القناة الـ 12 بالتلفزيون العبريّ إلى أنّ التوتر في العلاقة بين واشنطن وتل أبيب يجب أنْ يُشعِر الأخيرة بالقلق، مؤكّدًا في الوقت عينه أنّ واشنطن تنظر بعين الاهتمام إلى التعديلات القضائية التي تعمل عليها حكومة نتنياهو.
وطبقًا للتلفزيون العبريّ، فإنّ السفير الأمريكيّ لفت إلى أنّ استمرار انتهاك المسجد الأقصى يمكن أنْ يفجر المنطقة.
وقبل أيام، أعلنت سفيرة السعودية في واشنطن الأميرة ريما بنت بندر، أنّ المملكة تُركِّز على التكامل في العلاقات الطبيعيّة مع دولة الاحتلال التي تريدها مزدهرة، لكنّها في الوقت ذاته هاجمت السياسة الإسرائيليّة تجاه الفلسطينيين.
وقالت خلال مؤتمر لمركز أبحاث أمريكي بمدينة أسبن بولاية كولورادو، إنّ “المملكة تريد اقتصاد البحر الأحمر مزدهرًا، لأنّ رؤية 2030 تتحدث عن شرق أوسط مندمج، وأنّ هدف المملكة هو الاندماج مع إسرائيل، وليس التطبيع معها”.
وأضافت: “التطبيع أنْ تجلس هناك، وأنا أجلس هنا، ونحن موجودون معًا، ولكن بشكل منفصل، التكامل يعني أنْ تتعاون شعوبنا، وأعمالنا، ويزدهر شبابنا، رغم ذلك، فإنّ سياسة حكومة بنيامين نتنياهو تجاه الفلسطينيين تعقّد جهود التوصل إلى سلامٍ إقليميٍّ، لأنّ الموقف الحالي لحكومته في الضفة الغربية مروع للغاية، والمستوطنات على وجه التحديد إشكالية، وشيء نحاول حلّه”.
نايدز، قال أيضًا إنّ الولايات المتحدة تعمل من أجل تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية، مُشيرًا في الوقت عينه إلى أنّه يعمل “باستمرار على توسيع اتفاقيات إبراهيم، وهي الاتفاقية التي توسطت فيها الولايات المتحدة عام 2020 لتطبيع علاقات إسرائيل مع الإمارات والبحرين.
وذكر في مقابلة مع قناة (إسرائيل 24)، الإسرائيليّة شبه الرسميّة (رسمية)، في شهر أيّار (مايو) الماضي “أعمل كل يوم مع البحرينيين والمغاربة والإماراتيين والمصريين والأردنيين من أجل تحسين العلاقات مع تل أبيب”.
وأضاف السفير الأمريكي: “نود أنْ نرى التطبيع بين السعودية وإسرائيل، ونعتقد أنّه مهم للغاية، ونحن نعمل مع إسرائيل لتحقيق ذلك” دون مزيد من التفاصيل.
وبعيد تشكيل حكومته نهاية العام الماضي، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أنّه سيسعى “من أجل تطبيع العلاقات مع السعودية”.
وبحسب صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة فقد عقب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميللر على كلام الأميرة السعوديّة بالقول: “إنّنا نقلنا مخاوفنا بشأن المستوطنات وزيادة الوحدات السكنية مباشرة للحكومة الإسرائيلية، وأعتقد أنّ بإمكانهم فهم التداعيات الأوسع”، مؤكّدًا أنّ “تطبيع العلاقات بين إسرائيل وجيرانها في المنطقة لا يزال هدفًا للولايات المتحدة، لكنّنا نتفهم العديد من العقبات والصعوبات العديدة”، على حدّ تعبيره.
على صلةٍ بما سلف، وصف مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق، مئير بن شبات، تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية بأنّه مهم “ولكن ليس بأي ثمن”.
وقال بن شبات في مقالة نشرها بالصحف العبريّة، إنّ تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية “مصلحة أمريكية وغربية واضحة، فمن خلاله ستستطيع الولايات المتحدة إبعاد السعودية عن المحور الصيني الإيراني الروسي المتعزز وستحظى بنقاط تحتاج لها في إطار الكفاح الذي يدور حاليًا على ترسيم النظام العالمي الجديد”.
ويعتبر بن شبات الذي يرأس حاليًا معهد (ميسغاف لشؤون الأمن القومي والاستراتيجية الصهيونية)، أحد مهندسي (اتفاقيات إبراهام) التي أُبرمت بين إسرائيل من جهة، والبحرين والإمارات والمغرب من الجهة الأخرى.
ورأى بن شبات أنّ الواقع الأمني الحالي في الضفة الغربية سيؤثر على التطبيع، وقال: “لا يمكن التقليل من أهمية تأثير الواقع الأمني في الضفة على الاتصالات الجارية من أجل توسيع رقعة التطبيع في المنطقة. الحساسية حول مواقف الشارع من ذلك عالية والزعماء بمعظم الدول لا يتحركون في اتجاه يعاكس الرأي العام”.
وأضاف: “الصور التي تأتي من الضفة الغربية توفر ذخيرة للدعاية التي تمارسها جهات إسلاموية وتنظيمات مؤيدة للفلسطينيين وجهات أخرى تعادي إسرائيل”، على حد زعمه.
واعتبر بن شبات أنّ “الممارسات الإسرائيلية ضدّ الفلسطينيين ليست حاسمة في موقف السعودية من التطبيع مع إسرائيل”، لافتًا في ذات الوقت إلى أنّ “التطبيع يحمل في طياته إمكانية لجعل السعودية مركزًا لوجستيًا دوليًا سيربط بين أوروبا وأفريقيا وآسيا، وهذا سيحدث ثورة في التجارة العالمية”.
واختتم رئيس مجلس الأمن القوميّ الإسرائيليّ السابِق: “بنظر إسرائيل، فإنّ التطبيع مع السعودية هو غاية هامة ولكن ليس بأيّ ثمنٍ كان، تقديم تنازلات في القضية الإيرانيّة والمساومة حول مسألة انتشار القدرات النووية في الشرق الأوسط وتقديم تنازلات على الصعيد الأمني في الساحة الفلسطينيّة، هي ثمن أبهظ ممّا يمكن دفعه، حتى مقابل تحقيق إنجاز ملموس من هذا القبيل”، على حدّ تعبيره.