رمضان على الابواب فكيف يستقبله أهالي قطاع غزة ؟
كما هو الحال في كل عام، يستعد اهالي قطاع غزة لاستقبال وإحياء شهر رمضان المبارك في ظل تردي الاوضاع الاقتصادية. ورغم الهدوء النسبي الذي يسود القطاع هذه الأيام، الا أن استمرار الحصار الإسرائيلي للعام السادس عشر على التوالي يفقد شهر رمضان بهجته لدى قطاع واسع من الفقراء والمعوزين ومحدودي الدخل ومن لا تنطبق عليهم الشروط الاسرائيلية المعقدة بحثا عن فرصة عمل في الداخل الفلسطيني، مما يفاقم من نسبة العاطلين عن العمل والتي تبلغ حوالي ربع مليون مواطن حسب آخر احصائيات الجهاز المركزي للاحصاء الفلسطيني .
ولا زالت جائحة كورونا هي الاخرى تلقي بظلالها رغم انتهاء معظم الاجراءات الخاصة بتقييدات الحركة والتجمعات ورغم ذلك يصر المواطنون في قطاع غزة على تزيين واجهات المحال التجارية، وجدران المنازل، والحارات في معظم المدن والمخيمات بالفوانيس والمصابيح المُضيئة.
ويرى المواطنون في قطاع غزة وهو من أكثر مناطق العالم ازدحاما، أن صعوبة الاوضاع الاقتصادية لا يفترض أن تغيّب مظاهر استقبال رمضان الذي سيمر على القطاع في “ظل ظروف اقتصادية ومعيشية قاسية”.
ورغم السماح لعدد محدود من العمال بالعمل في الاراضي الفلسطينية المحتلة،الا أن انعدام القدرة الشرائية، وارتفاع نسبتي الفقر والبطالة بشكل عام تبقي رمضان حزينا وكئيبا.
وترتفع أسعار المنتجات الغذائية كل عام قبل حلول شهر رمضان المبارك في القطاع وآخرها رفع سعر كيلو الطحين الى ثلاثة شواكل وهو ما يربك المواطنين ويشكل عبئا كبيرا عليهم وخصوصا اولئك الذين يحصلون على المنحة القطرية البالغة مئة دولار فقط والتي تصرف للعائلات الفقيرة .
ارتفاع سعر الديزل والوقود والذي سيصل قريبا الى سبعة شواكل للتر الواحد، يشكل ايضا عبئا كبيرا على المواطنين ووصول الكهرباء لساعات محدودة خلال ساعات اليوم والليل للسكان وغيرها من الظروف الاقتصادية الصعبة، لن تعيق مواطني القطاع من الاحتفال بحلول شهر رمضان المبارك على أمل أن تتحسن حالة الاسواق وأن تعود لها الحركة والنشاط لا سيما وأن المأكولات الرئيسة والمستلزمات الاساسية، عليها اقبال لا ينخفض نظرا لعدم استغناء السكان عنها.
وتشهد الايام القليلة القادمة اقبالا من طرف الاهالي في قطاع غزة على المحلات التجارية لشراء زينة رمضان التي يطلبها خصيصا الاطفال لتُضفي الكثير من البهجة في قلوبهم، اضافة للمستلزمات الغذائية الخاصة بالسحور الرمضاني والافطار الرمضاني رغم تردي الأوضاع الاقتصادية ورغم ان هذه المستلزمات، تفوق القدرة الشرائية للمواطن العادي، في ظل ارتفاع الأسعار، وانخفاض مستوى الدخل”.
ويجد المواطن الغزي نفسه مضطرا لشراء هذه المستلزمات، خاصة لدعم الاطفال في صيامهم، من خلال توفير الاحتياجات كاملة حتى لو وصل الامر لاستدانة المال لانه لا يجوز أن تمر أيام الصيام دون بهجة وسعادة لذا فرغم الفقر، تعمل العائلات جاهدة لتوفير المستلزمات في منازلها لتأمين جو رمضاني لكافة افراد الاسرة.
أسواق غزة على غير عادتها غابت عنها الزحمة في السنوات القليلة الماضية بسبب كورونا ورغم بداية انتهاء الجائحة، الا أن تشجيع المواطنين لاعادة احياء الاسواق يحتاج لوقت طويل في ضوء موجة الغلاء وارتفاع الاسعار .
معظم ابناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة يعيشون تحت خط الفقر ومعدل البطالة 65%. وثمة مليون ونصف مليون مواطن في غزة يعيشون على المساعدات من مؤسسات عربية ودولية،الامر الذي يدفع المسؤولين سنويا لاطلاق شعار ينادي بأن يكون شهر رمضان شهر كسر الحصار والتضامن مع الشعب الفلسطيني ومده بالمساعدات لاعانته على الصمود والبقاء ،الا أن هذه الدعوات لا تلقى آذانا صاغية” وتلقي بأعباء كبيرة على المواطن نفسه في ظل غياب أدنى حد من الدعم والاسناد. والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة دائما : متى سينتعش اقتصاد القطاع ؟ والجواب المؤكد أنه في ظل الحصار والغلاء ونقص الموارد والمستلزمات سيبقى رمضان حزينا والقطاع وحيدا .