حين يزحف الكيان وراء التاريخ
من تابع كتابات كثير من المثقفين والمفكرين لوجد مديحاً للكيان وتصويره كأنما لا عقل إلا عند هؤلاء، أما بقية الناس فيحصلون على فتات الذكاء.
فالكيان وقد اغتصب فلسطين لم يكن ذلك ممكناً لولا وجود الاحتلال البريطاني الذي يسمونه وقاحة “الانتداب”، ولولا تسهيلات العثماني الذي يسمونه خنوعا “الخلافة”.
والكيان لم يربط مصيره ببريطانيا من باب الذكاء بل الضرورة فهي الأم بل لإن له أمهات عديدة هي كل الثورة المضادة.
لكن تهالك بريطانيا دفعه إلى الحضن الأمريكي كوريث، ولكن دون أن يترك اي بلد راسمالي غربي أو يقطع العلاقة به. ومنذ سنوات يغازل الكيان الصين لأنه يرى ان قادم الأيام لها.
هذا لا يعني أن الكيان ليس ماهراً في الكثير، فهو الذي اغتصب وطنًنا واداره بشكل ذكي وحريص، بخلاف الحكام العرب والطبقات التي يمثلونها حيث هم مهرة في التفريط والخيانة بلا مواربة. والكيان استغل هذا التهاوي الرسمي العربي وها قد وصل إلى تحويل الإمارات إلى كيان مثيل له.
لكن الكيان اليوم في ورطة: هل يقف مع اوكرانيا ضد روسيا؟ وروسيا التي بها جماعته يمسكون بالكثير فيها بقبول من بوتين نفسه، وهو ايضا اعطاهم الضوء الأخضر للعدوان ضد سوريا. وهو الذي يعتبر المستوطنين من روسيا رعايا، وهذه إهانة منه لنا، لأن هؤلاء غُزاة ويجب على دولتهم الأم روسيا ان تطلبهم للعدالة.
طبعاً هذا لن يدفعنا للوقوف ضد روسيا كما لا يمنعنا من نقدها. طبعا هناك عرب لا ينقدون روسيا لأنهم مطواعين وأجسامهم انطوائية بلا عامود فقري.
قد يعتقد البعض أن الكيان وقد أخذ ينحاز أو يكشف انحيازه لأوكرانيا لأن بها من جلدته وبها احتمال تكوني كيان آخر. وهذا صحيح لكنه ليس الأساس. فالكيان يدرك أنه وليد النظام الراسمالي الاستعماري الإمبريالي المعولم الغربي وهو يعلم أن مصيره مرتبط هنااااك. هكذا كتب مفكر عربي في بداية القرن العشرين (للأسف نسيت اسمه جيدا “انطونيوس” وهو من رواد القومية العربية) وكتب هكذا ايضا كارل كاوتسكي في ثلاثينات العشرين، وكتب زبغنيو بريجنسكي بعد حرب 2006 وانتصار المقاومة اللبنانية.
لكن المأزق هو ان القوى التي تصوغ نهايات الهيمنة الغربية لا تستطيع أن تقوم بالدور الوسخ كما الغرب. قد لا تكون معادية للكيان، لكنها لن تُرضعه. لذا يُصر الكيان على نهش روسيا وإن على مضض وخاصة لأن سادته الغربيين يستجدون الدعم حتى من الحكام العرب المحكومين. يدخل الكيان المغامرة ولكن بوعي ولا شك ببكاء داخلي.
ويبقى السؤال: هل من تيار عروبي/شيوعي ليلتقط اللحظة؟
من تابع كتابات كثير من المثقفين والمفكرين لوجد مديحاً للكيان وتصويره كأنما لا عقل إلا عند هؤلاء، أما بقية الناس فيحصلون على فتات الذكاء.
فالكيان وقد اغتصب فلسطين لم يكن ذلك ممكناً لولا وجود الاحتلال البريطاني الذي يسمونه وقاحة “الانتداب”، ولولا تسهيلات العثماني الذي يسمونه خنوعا “الخلافة”.
والكيان لم يربط مصيره ببريطانيا من باب الذكاء بل الضرورة فهي الأم بل لإن له أمهات عديدة هي كل الثورة المضادة.
لكن تهالك بريطانيا دفعه إلى الحضن الأمريكي كوريث، ولكن دون أن يترك اي بلد راسمالي غربي أو يقطع العلاقة به. ومنذ سنوات يغازل الكيان الصين لأنه يرى ان قادم الأيام لها.
هذا لا يعني أن الكيان ليس ماهراً في الكثير، فهو الذي اغتصب وطنًنا واداره بشكل ذكي وحريص، بخلاف الحكام العرب والطبقات التي يمثلونها حيث هم مهرة في التفريط والخيانة بلا مواربة. والكيان استغل هذا التهاوي الرسمي العربي وها قد وصل إلى تحويل الإمارات إلى كيان مثيل له.
لكن الكيان اليوم في ورطة: هل يقف مع اوكرانيا ضد روسيا؟ وروسيا التي بها جماعته يمسكون بالكثير فيها بقبول من بوتين نفسه، وهو ايضا اعطاهم الضوء الأخضر للعدوان ضد سوريا. وهو الذي يعتبر المستوطنين من روسيا رعايا، وهذه إهانة منه لنا، لأن هؤلاء غُزاة ويجب على دولتهم الأم روسيا ان تطلبهم للعدالة.
طبعاً هذا لن يدفعنا للوقوف ضد روسيا كما لا يمنعنا من نقدها. طبعا هناك عرب لا ينقدون روسيا لأنهم مطواعين وأجسامهم انطوائية بلا عامود فقري.
قد يعتقد البعض أن الكيان وقد أخذ ينحاز أو يكشف انحيازه لأوكرانيا لأن بها من جلدته وبها احتمال تكوني كيان آخر. وهذا صحيح لكنه ليس الأساس. فالكيان يدرك أنه وليد النظام الراسمالي الاستعماري الإمبريالي المعولم الغربي وهو يعلم أن مصيره مرتبط هنااااك. هكذا كتب مفكر عربي في بداية القرن العشرين (للأسف نسيت اسمه جيدا “انطونيوس” وهو من رواد القومية العربية) وكتب هكذا ايضا كارل كاوتسكي في ثلاثينات العشرين، وكتب زبغنيو بريجنسكي بعد حرب 2006 وانتصار المقاومة اللبنانية.
لكن المأزق هو ان القوى التي تصوغ نهايات الهيمنة الغربية لا تستطيع أن تقوم بالدور الوسخ كما الغرب. قد لا تكون معادية للكيان، لكنها لن تُرضعه. لذا يُصر الكيان على نهش روسيا وإن على مضض وخاصة لأن سادته الغربيين يستجدون الدعم حتى من الحكام العرب المحكومين. يدخل الكيان المغامرة ولكن بوعي ولا شك ببكاء داخلي.
ويبقى السؤال: هل من تيار عروبي/شيوعي ليلتقط اللحظة؟