ترامب يهدد إيران بردٍّ “غير مسبوق”

 ترامب يهدد إيران بردٍّ “غير مسبوق”

واشنطن – سعيد عريقات

صرح الرئيس الأميركي دونالد ترمب، اليوم الأحد، بأن الولايات المتحدة سترد “بمستويات غير مسبوقة” إذا تعرضت لهجوم من إيران.

وهاجمت إسرائيل، بضوء أخضر أميركي، يوم الجمعة منشآت نووية، ومسؤولين كبار الدولة الإيرانية ، وقادة عسكريين، وعلماء نوويين بارزين في إيران . وردّت إيران في وقت متأخر من يوم الجمعة (صباح السبت) بهجمات صاروخية استهدفت عشرات المواقع والأهداف في إسرائيل، وخلفت دمارا كبيرا في تل أبيب، لكن لا يبدو أنها استهدفت أهدافًا أميركية حتى الآن.

وكان وزير الدفاع الإيراني، عزيز نصير زادة، قد هدد الأسبوع الماضي بأنه فيح مهاجمة إسرائيل لإيران، ستقوم إيران بضرب القواعد العسكرية الأميركية في المنطقة.

وأسفرت المزيد من الهجمات الصاروخية عن دمار كبير في وزارة الدفاع ومقتل 11 شخصا على الأقل ، وجرحت أكثر  من 200 جريح، في إسرائيل ليلة السبت مع احتدام الصراع. ودعا جيش الاحتلال الإسرائيلي الأحد، المدنيين الإيرانيين الذين يعيشون بالقرب من منشآت إنتاج الأسلحة إلى الإخلاء.

وقال ترمب في الساعات الأولى من صباح الأحد: “لا علاقة للولايات المتحدة بالهجوم على إيران ، وإذا تعرضنا لهجوم من إيران بأي شكل من الأشكال، فإن القوات المسلحة الأميركية سترد بكامل قوتها وبمستويات غير مسبوقة”.

وأضاف: “ومع ذلك، يمكننا بسهولة إبرام اتفاق بين إيران وإسرائيل، وإنهاء هذا الصراع الدموي!!!”

ويعتقد الخبراء أنه فيما تخوض إسرائيل وإيران حربًا قد تمتد إلى مناطق أخرى، لا ينبغي استبعاد إمكانية استئناف المحادثات التي كانت قائمة قبل العدوان الإسرائيلي  للتعامل مع البرنامج النووي الإيراني.

وعلى الأرجح أن تظل المفاوضات مجمدة بينما تستمر الحرب، ويطل مستقبل الدبلوماسية غامضًا. وتشعر إيران بأنها مضطرة للرد على إسرائيل، وهو ما تفعله الآن، بينما لا يبدو أن واشنطن تفعل شيئًا للضغط على الجانبين لوقف العنف والبدء في المحادثات مجددًا.

لكن الإيرانيين يقولون إنهم ما زالوا يريدون اتفاقًا، وكذلك الرئيس ترامب. سيعتمد شكل المحادثات المستقبلية حتمًا على متى وكيف يتوقف القتال.

وتجري واشنطن محادثات مع طهران للتوصل إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني مقابل رفع العقوبات. وفي أواخر أيار، صرّح جهاز الرقابة التابع للأمم المتحدة بأن إيران زادت مخزوناتها من اليورانيوم شبه الصالح للاستخدام في صنع الأسلحة.

أثار التصعيد الإسرائيلي الحاد مخاوف من تجدد حالة عدم الاستقرار في الشرق الأوسط، مما دفع القادة إلى الحث على ضبط النفس والعودة إلى المفاوضات.

وبعد وقت قصير من إصدار جيش الدفاع الإسرائيلي نداء الإخلاء يوم الأحد، صرّح وزير الدفاع يسرائيل كاتس بأن إسرائيل “سنضرب المواقع وسنواصل إضعاف إيران في كل مكان، وتجريدها من قدراتها النووية وأنظمة أسلحتها”.

وذكرت وكالة أسوشيتد برس أن خدمة الإنقاذ الإسرائيلية “نجمة داوود الحمراء” أفادت يوم الأحد بمقتل 13 شخصًا. وصرّح سفير إيران لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد إيرفاني، يوم السبت، بمقتل 78 شخصًا وإصابة أكثر من 320 آخرين في البلاد، وفقًا لصحيفة وول ستريت جورنال. وانتقد المتحدث باسم وزارة الخارجية، إسماعيل بقائي، الغارات الإسرائيلية على المناطق السكنية، وفقًا لوكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية الرسمية.

وبحسب تقارير، سلمت سرًا مئات صواريخ هيلفاير إلى إسرائيل قبل هجومها غير المسبوق على إيران يوم الجمعة. وأرسلت الولايات المتحدة حوالي 300 صاروخ هيلفاير إلى إسرائيل يوم الثلاثاء في مخزون كبير من الإمدادات قبل هجومها، وفي الوقت الذي كانت فيه إدارة ترامب تقول إنها مستعدة لمواصلة إشراك إيران في المحادثات النووية، فإن نقل هذه الكمية الكبيرة من صواريخ هيلفاير يشير إلى أن إدارة ترمب كانت على علم جيد بخطط إسرائيل لمهاجمة جمهورية إيران الإسلامية.

ولم يُبلّغ سابقًا عن تسليم الولايات المتحدة صواريخ هيلفاير أو كميات كبيرة أخرى من الأسلحة في الفترة التي سبقت هجوم يوم الجمعة.

وقال مسؤولان أميركيان لرويترز يوم الجمعة إن الجيش الأميركي ساعد في إسقاط صواريخ إيرانية كانت متجهة نحو إسرائيل.

صواريخ هيلفاير هي صواريخ جو-أرض موجهة بالليزر. وبينما أنها لن تكون مفيدة لإسرائيل لقصف المنشآت النووية الإيرانية، لكنها مفيدة للضربات الدقيقة.

وبدأ الآن يتكشف أن إدارة ترمب كانت على علم بخطط الهجوم الإسرائيلية منذ أشهر.

وكشف تقرير في موقع “ميدل إيست آي” في وقت سابق من شهر حزيران الحالي أن وكالة المخابرات المركزية الأميركية (CIA) أُطلعت في نيسان وأيار الماضي على الخطط الإسرائيلية لمهاجمة المواقع النووية الإيرانية من جانب واحد. وقد “أعجبت” الإدارة الأميركية بتحليل أنظمة الأهداف الإسرائيلية وخطة المعركة للهجمات الإلكترونية، إلى جانب الضربات الدقيقة دون أي تدخل أمريكي مباشر. لكن سلوك ترمب في الأشهر الأخيرة أعطى المراقبين، وربما الإيرانيين أيضًا، انطباعًا بأنه سيواصل مقاومة ضغوط نتنياهو العلنية لتأييد الضربات.

كما أفاد موقع أكسيوس يوم الجمعة، نقلًا عن مسؤولين إسرائيليين، أن إدارة ترامب “تظاهرت” فقط بمقاومة خطط الهجوم الإسرائيلي، لكنها لم تقاومها سرًا.

ويشار إلى أنه ، ومنذ ذلك الحين، صاغ ترمب نهجه بالقول إنه منح إيران مهلة 60 يومًا للموافقة على اتفاق نووي جديد مع إدارته، بدأت يوم 12 نيسان، وانتهت يوم  12 حزيران، قبل شن الضربات.

Al Enteshar Newspaper

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *