“بوليتيكو”: اليمين الأوروبي يهلل لفضيحة بروكسل ويستغلها سياسياً
الإنتشار العربي :مسؤولون في اليمين الأوروبي المتطرف يهاجمون الاتحاد الأوروبي واليسار بعد قضية الفساد المالي بين نائبة رئيس الاتحاد وقطر، وصحيفة “بوليتيكو” تقول إنهم يحاولون تحويل فضيحة بروكسل إلى سلاح سياسي.
شنَّ قادة اليمين المتطرف في أوروبا هجوماً قاسياً على الاتحاد الأوروبي بعد فضيحة فساد بروكسل، المتمثلةفي سجن نائبة رئيس البرلمان الأوروبي اليونانية إيفا كايلي بتهم “فساد” في إطار تحقيق يجريه قاضٍ بلجيكي في شأن مبالغ كبيرة قد تكون دفعتها قطر للتأثير في قرارات داخل المؤسسة الأوروبية.
ورأى قادة اليمين في أوروبا متاعب البرلمان الأوروبي دليلاً على ازدواجية معايير الاتحاد فيما يتصل بسيادة القانون. ونتيجةً للفضيحة التي طالت كايلي، “يسعى اليمينيون أمثال مارين لوبان زعيمة حزب “التجمع الوطني” الفرنسي، ورئيس مجلس الوزراء المجري فيكتور أوربان، والرئيس البولندي أندريه دودا، لتحويل الفضيحة إلى سلاح سياسي، كوسيلة ضغط في نزاعات سيادة القانون مع بروكسل وإثارة المشاعر المعادية للاتحاد الأوروبي قبل انتخابات البرلمان الأوروبي عام 2024″، بحسب ما أوردت صحيفة “بوليتيكو”.
وقال قادة اليمين إن فضيحة الفساد، وتورط شخصية بارزة في يسار الوسط، يبيّنان التناقض لدى مؤسسات مؤيدة للاتحاد الأوروبي “أشرفت على فساد هائل فيما كانت تلقي محاضرات عليهم في كيفية إدارة بلدانهم”.
وتابعت الصحيفة قائلة إن “مسؤولي الاتحاد الأوروبي الكبار، بمن فيهم رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ورئيسة البرلمان روبرتا ميتسولا، أدانوا نتائج التحقيقات بعبارات صارخة، وتعهدوا بقمع الفساد في جميع مؤسسات الاتحاد الأوروبي”.
وغرَّدت لوبان: “لقد جرونا في الوحل بسبب قرض شفاف وقانوني تماماً من بنك تشيكي روسي”، في إشارةٍ إلى قرض بقيمة 9 ملايين يورو حصل عليه حزبها عام 2014. وفي الوقت نفسه، كانت قطر تسلّم حقائب ملأى بالنقود لكل هؤلاء الفاسدين الذين يفترض أنهم في “معسكر الخير”.
أما عضو التجمع الوطني في البرلمان الأوروبي والمساعد المقرب إلى لوبان، فيليب أوليفييه فقال: على “الاتحاد الأوروبي إعطاء العالم بأسره الدروس”، مغرداً: “الاتحاد يعطي المجر دروساً. وهو يعطي بولندا دروساً، حتى إنه يعطي وكالة الحدود الأوروبية دروساً. سيكون من الأفضل بكثير البدء بتنظيف منزله”.
وفي المجر، سخر أوربان، الذي يخوض صراعاً مع بروكسل حول إخفاقات سيادة القانون في بلاده، من الاتحاد الأوروبي في تغريدة خاصة به، وكتب أن البرلمان “قلق جداً في شأن الفساد بالمجر”.
كذلك، تحدث مشرعون بولنديون من حزب القانون والعدالة الحاكم، الذي يختلف أيضاً مع بروكسل في شأن انتهاكات سيادة القانون، عن ملاحظة مماثلة، مشيرين إلى أن عضو البرلمان الأوروبي، إيفا كايلي، المشتبه فيها الأبرز في قضية الفساد في قطر، كانت من أشد منتقدي بلادهم.
وقال بوجدان رزونكا، وهو عضو في حزب القانون والعدالة: “البرلمان الأوروبي ليس مؤسسة شفافة، ودعم الاشتراكيين أمثال كايلي يفضح قيم البرلمان الأوروبي ويسخر من مؤسسة الاتحاد الأوروبي هذه”.
ووصفت “بوليتيكو” تصريحات اليمين بـ”النفاق”، ورأت أن كلماتهم واتهاماتهم “جوفاء”، لاعتبار أن “بعض السياسيين من اليسار أقرّوا بأن هذه المزاعم، التي تتعلق حتى الآن بأعضاء من البرلمان، ستكون ضارة لأنها تخلق مساواة بين الاشتراكيين المتهمين بأخذ أموال من قطر واليمينيين الذين أخذوا أموالاً من روسيا”!