بن غفير فشِل وأربك نفسه والشاباك والحكومة وحماس انتصرت بالمعركة على الوعيْ وتأكّد خوف إسرائيل من المُقاومة.. جماعاتٌ يمينيّةٌ تُطالِب باعتبار الأقصى “مكانًا مقدسًا لليهود”!

الإنتشار اليوم :ما زالت قضية اقتحام المسجد الأقصى المبارك من قبل الوزير الإسرائيليّ الفاشيّ، إيتمار بن غفير، (46 عامًا)، وهو من عائلةٍ مُستجلبةٍ من كردستان العراق، ومُستوطن في مدينة الخليل الفلسطينيّة المُحتلّة بالضفّة الغربيّة، ما زالت تقُضّ مضاجع صُنّاع القرار في كيان الاحتلال بسبب التداعيات السلبيّة على الحكومة الجديدة في إسرائيل، حيثُ لفتت المصادر الأمنيّة والسياسيّة في تل أبيب إلى أنّ اليوم الجمعة سيكون حاسمًا في قضية الردّ من عدمه على هذا الاستفزاز المُتعمّد، وسيبرز في صلاة الجمعة التي ستُقام على نحوٍ خاصٍّ في المسجد الأقصى.
وفي هذا السياق رأى محلل الشؤون العسكريّة في موقع (YNET) العبريّ، رون بن يشاي، رأى أنّه “حتى اللحظة نتائج اقتحام الوزير الإسرائيليّ للأقصى أدّت لإرباكه وإحراجه هو، ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورئيس جهاز الأمن العّام (الشاباك) رونين بار، الذي منحه الضوء الأخضر للقيام بزيارة المسجد الأقصى مؤكّدًا له بعدم وجود إنذارات للمسّ به، مُضيفًا أنّ بن غفير أربك الحكومة الإسرائيليّة بجميع مركباتها، على حدّ تعبيره، علمًا أنّه اعتمد على مصادر أمنيّةٍ واسعة الاطلاع في تل أبيب.
ومضى المُحلل قائلاً إنّ الفلسطينيين في الضفّة الغربيّة وفي الداخل الفلسطينيّ (مناطق الـ 48) لم يخرجوا للشوارع للتعبير عن رفضهم لاقتحام بن غفير المسجد الأقصى، ولذا فإنّ الأجهزة الأمنيّة تنتظِر بفارغ الصبر ماذا سيحدث اليوم الجمعة في الصلاة بالمساجد، كما أنّ التنظيمات الفلسطينيّة في قطاع غزّة، وبالأخّص حماس والجهاد الإسلاميّ امتنعت عن إطلاق الصواريخ باتجاه جنوب إسرائيل لأنّها لا ترغب في خسارة التصريحات الإسرائيليّة لآلاف العمال من القطاع والتي تسمح لهم بالعمل في الكيان، كما قال.
مع ذلك، شدّدّ المُحلّل العسكريّ الإسرائيليّ على أنّ “زيارة” بن غفير للأقصى يوم الثلاثاء الفائت، والتي تمّت بسرعةٍ (استمرّت 13 دقيقةً) في ساعةٍ مبكرّةٍ، وهو يلبس الدراع المُضّاد للرصاص كانت مُخجلةً، مُضيفًا أنّ بن غفير منح بخطوته شهادة نصرٍ في معركة الكي على الوعي لحركة حماس، التي أكّدت، وهي على حقِّ في ذلك، بأنّها تمكّنت من إرعاب حكومة بنيامين نتنياهو، على حدّ قوله.
عُلاوةً على ما ذُكِر أعلاه، قال المحلل إنّ الجمع بين الوصاية الأردنيّة على المقدسات الإسلاميّة والمسيحيّة في القدس المحتلة والهتافات التي تؤكّد أنّ (الأقصى في خطر) كانا السبب المباشر الذي منح لرجال الدّين الفلسطينيين والأردنيين أنْ يزعموا ويقنعوا العالميْن العربيّ والإسلاميّ بأنّ زيارة شخصية إسرائيليّة إلى المكان هي عمليًا بمثابة خرقٍ للوضع الدّينيّ الراهن في الأقصى، ولن يشفع لحكومة إسرائيل القول على مدار الساعة إنّ الوضع الراهن بقي على ما كان، وأنّ لا نيةً لديها بخرقه، مُشدّدًا على أنّ الادعاء الأردنيّ-الفلسطينيّ برفض السماح لأيّ شخصيةٍ إسرائيليّةٍ بزيارة المكان باتت جزءًا لا يتجزأ من الوضع الراهن، وهذا هو السبب الذي أدّى لاندلاع الانتفاضة الثانية بعد زيارة رئيس الوزراء الإسرائيليّ الأسبق أرئيل شارون إلى الأقصى، على حدّ قوله.
في السياق، قالت مصادر في تل أبيب إنّ الأمن الإسرائيلي سيدرس قريبًا جملة طلبات قدمتها جماعات الهيكل المزعوم للحكومة الجديدة المتطرفة، والتي من أبرزها ضرورة فتح بوابات المسجد الأقصى كافة أمام اقتحامات المستوطنين يوميًا.
وذكرت صحيفة (إسرائيل اليوم) العبرية أنّ الأمن سيدرس المطالبات التي قدّمتها الجماعات لوزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، بهدف فتح بوابات الأقصى كاملة أمام الاقتحامات، وفي كل الأيام، بما في ذلك الأعياد والسب، لافتةً إلى أنّ نتنياهو اتفق مع بن غفير على اشتراط أي تغيير في الأقصى بموافقته.
وتقتحم جماعات الهيكل المزعوم حاليًا باحات المسجد الأقصى من باب المغاربة فقط، وخلال خمسة أيام في الأسبوع (الأحد – الخميس)، لمدة نحو ثلاث ساعات صباحًا وساعة بعد الظهر.
وتطالب جماعات الهيكل المزعوم بعدم تقييد الاقتحامات ضمن مجموعات، والسماح لمستوطنين أفراد بالاقتحام والتجول بشتى مناطق المسجد الأقصى بدلًا من الباحات فقط.
كما تطالب بالاعتراف بالأقصى كـ “مكانٍ مُقدّسٍ لليهود”، وفتحه طيلة الأيام للاقتحامات، وإحداث تغيير في عمليات تفتيش المستوطنين على مداخل الأقصى.
وأشارت الصحيفة إلى أن الوزير المتطرف بن غفير سيعرض هذه المطالب أمام الجهات الأمنية من الشرطة و(الشاباك)، قبل طرحها على نتنياهو.