انطلاق حملة مناهضة نظام الفصل العنصري الإسرائيلي في الجامعات الأمريكية ‏ ‏

 انطلاق حملة مناهضة نظام الفصل العنصري الإسرائيلي في الجامعات الأمريكية ‏ ‏

المحامي علي أبو هلال ‏

انطلقت في عدة جامعات في الولايات المتحدة، فعاليات حملة مناهضة لـ “سياسة الفصل العنصري” التي ‏تنتهجها حكومة الاحتلال الإسرائيلي يوم أمس الاثنين 21 من الشهر الحالي، بعد أن أعلنت العارضتان ‏الأمريكيتان من أصل فلسطيني بيلا وجيجي حديد مواصلة تبرعهما للشعب الفلسطيني، وذلك في سياق تزايد ‏الحملات المنتقدة لإسرائيل ” الدولة القائمة بالاحتلال”، وتحمل الفعاليات شعار “أسبوع الفصل العنصري ‏الإسرائيلي”، لتسليط الضوء على ما يعانيه الفلسطينيون من جراء هذه السياسة.‏

وتهدف الحملة إلى رفع مستوى الوعي العام حول التمييز العنصري الذي تمارسه إسرائيل ضد جميع أبناء ‏الشعب الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها مدينة القدس، والذي يرقى إلى جريمة الفصل ‏العنصري بموجب القانون الدولي‎.”.‎

ومن المقرر أن تنتظم فعاليات هذا الاسبوع في أكثر من خمسين جامعة أمريكية بمشاركة من منظمتي ‏‏“طلاب من أجل العدالة في فلسطين” ومنظمة “أصوات يهودية من أجل السلام”، ومن بين الجامعات ‏المشاركة أيضا عدة أفرع لجامعة كاليفورنيا وجامعة ايلينويز في شيكاغو وجامعة نيويورك.‏

ويأتي ذلك في الوقت الذي أطلقت فيه منظمات مؤيدة لإسرائيل حملة مناهضة لفعاليات هذا الاسبوع شملت ‏إطلاق موقع على شبكة الانترنت لتفنيد اتهام إسرائيل بأنها “دولة فصل عنصري”. ويحمل الموقع ‏الإلكتروني الجديد اسم “أسبوع الفصل العنصري المكشوف” الذي يوفر مواد يقول إنه يمكن أن تساعد ‏الطلاب في مواجهة حملة أسبوع الفصل العنصري في الجامعات. ‏

يشار إلى أن الحملات المؤيدة للفلسطينيين تزداد في الولايات المتحدة الأمريكية، رفضا للسياسات التي ‏تمارسها إسرائيل، في وقت وجهت فيه منظمات يهودية انتقادات حادة لدولة الاحتلال، أكدت خلالها أن ‏سياستها تضعف مستوى التعاطف الدولي وخاصة في الولايات المتحدة مع إسرائيل.‏

وكانت حملة أطلقها “أنصار الحق الفلسطيني” في جامعة هارفرد الأمريكية، التي تدعو لارتداء الكوفية ‏الفلسطينية كل يوم خميس، وصلت لعدة جامعات أمريكية أخرى، في مسعى لتعميمها أكثر لتشكيل تحالف ‏عريض لأنصار الحق الفلسطيني في الولايات المتحدة. وفي إطار حملات الدعم للحق الفلسطيني، أعلنت ‏عارضتا الأزياء الأمريكيتان من أصل فلسطيني جيجي وبيلا حديد عن مواصلة تبرعهما للشعب الفلسطيني ‏وقضايا اللاجئين في العالم. ونشرت بيلا حديد منشوراً على حسابها على “انستغرام” أكدت فيه أنها ستواصل ‏التبرع لشعبها الفلسطيني وأرضه، وجاء إعلان بيلا بعد نحو أسبوع من إعلان شقيقتها جيجي عن تبرعها ‏بعائدات عروض أزياء الخريف المقبل لصالح قضايا اللاجئين عامة واللاجئين الفلسطينيين بشكل خاص.‏

تكتسب فعاليات حملة مناهضة “سياسة الفصل العنصري” التي تنتهجها حكومة الاحتلال الإسرائيلي أهمية ‏كبرى بعد تقرير “منظمة العفو الدولية” الذي نشرته في مطلع شباط/فبراير الماضي، الذي يؤكد أكد “ارتكاب ‏إسرائيل نظام الفصل العنصري”، ووصف وجودها “كدولة يهودية بأنه حرمان من الحقوق الأساسية ‏للفلسطينيين‎”. ‎وفي التقرير المكون من 211 صفحة، بينت منظمة “العفو الدولية” أن “إسرائيل متورطة في ‏هجوم واسع النطاق، موجه ضد الفلسطينيين، يرقى إلى جريمة الفصل العنصري ضد الإنسانية‎”.‎

وأكد التقرير أنه ” ينبغي على جميع الحكومات والقوى الاقليمية الفاعلة، وخاصة تلك التي تربطها علاقات ‏دبلوماسية وثيقة مع إسرائيل، ألاّ تدعم نظام الفصل العنصري، أو تقدم المعونة أو المساعدة لإدامة مثل هذا ‏النظام، كما ينبغي عليها التعاون من أجل إنهاء هذا الوضع غير القانوني. وكخطوة أولى، ينبغي على هذه ‏الدول والقوى أن تقَّر بأن إسرائيل ترتكب جريمة الفصل العنصري، وغيرها من الجرائم الدولية، وأن تستخدم ‏أدواتها السياسية والدبلوماسية كافة لضمان قيام السلطات الاسرائيلية بتنفيذ التوصيات الواردة في التقرير ‏الحالي، وأن تراجع جميع أشكال التعاون والأنشطة المشتركة مع إسرائيل لضمان أنها لن تسهم في إدامة ‏نظام الفصل العنصري. كما تجدد منظمة العفو الدولية دعوتها التي طال أمدها إلى دول العالم من أجل ‏الوقف الفوري لجميع الإمدادات المباشرة وغير المباشرة، أو عمليات البيع أو النقل، لجميع الأسلحة ً ‏والذخائر، وغيرها من المعدات العسكرية والأمنية، بما في ذلك تقديم التدريب وغيره من المساعدات العسكرية ‏والأمنية. وأخيرا تدعو المنظمة الدول إلى فرض وتنفيذ حظر على منتجات المستوطنات الإسرائيلية‎.‎

وتأتي حملة مناهضة “سياسة الفصل العنصري” التي تنتهجها حكومة الاحتلال الإسرائيلي استجابة ‏لتوصيات منظمة العفو الدولية ” أمنستي”، فهل نجاح هذه الحملة المناهضة لسياسة الفصل العنصري في ‏الجامعات الأمريكية، ستكون بداية نحو توسيع مناهضة نظام الفصل العنصري الإسرائيلي على الصعيد ‏الشعبي والأهلي في أمريكا وفي غيرها من دول العالم التي تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل؟.‏

*محام ومحاضر جامعي في القانون الدولي.‏

Editor Editor

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *