المعارك تشتد في “دونباس” الأوكرانية وتعبئة جديدة في روسيا تشمل 400 ألف مجند للقتال.. زيلينسكي يشكو من نقص الذخيرة وميدفيديف يهدد قادة صناعة الأسلحة ببرقية عمرها 8سنوات

الإنتشار العربي :تستمر العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، اليوم السبت، حيث يحاول الجيش الروسي بسط السيطرة الكاملة على مناطق أوكرانية، فيما تستمر قوات كييف في المقاومة بدعم عسكري ولوجستي من الغرب . وقد حددت موسكو منذ إطلاق العملية، يوم 24 فبراير 2022، أهدافها بحماية سكان إقليم دونباس، والقضاء على التهديدات الموجهة لأمن روسيا، وإجبار أوكرانيا على الحياد العسكري.
وفي آخر التطورات، كشفت وكالة “بلومبرغ”، نقلا عن مسؤولين غربيين، استعداد روسيا لعملية تعبئة جديدة تشمل 400,000 مجند سينضمون إلى القتال في أوكرانيا.
وأضافت “بلومبرغ” أن موسكو ستعتمد في عملية التعبئة الجديدة على المتقاعدين والمتطوعين من الروس، كما أوضحت الصحيفة أن التعبئة العسكرية في روسيا ستكون بالتعاقد وليست إجبارية.
هذا وقال رئيس أركان الجيش الأوكراني إن معركة باخموت بدأت تهدأ فيما قال قائد قوات المشاة إن القوات الروسية “أصيبت بالإرهاق” بالقرب من باخموت. وتزامنا، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت، إن كييف غير قادرة حاليًا على شن هجوم مضاد بسبب نقص الأسلحة، وفق “العربية نت”.
وقال زيلينسكي في مقابلة مع صحيفة “يوميوري شيمبون اليابانية: “لا يمكننا حتى الآن بدء الهجوم المضاد. لا يمكننا بدون دبابات ومدفعية وراجمات الصواريخ الأمريكية هيمارس، إرسال جنودنا الشجعان إلى الخطوط الأمامية”. وشدد زيلينسكي كذلك، على وجود نقص كبير في الذخيرة وأشار إلى أن سلطات كييف تنتظر توريدها من جانب الشركاء.
ونوهت الصحيفة اليابانية، بأن المقابلة مع زيلينسكي تمت في القطار عندما كان في طريقه إلى كييف بعد زيارة الجزء الخاضع للسيطرة الأوكرانية من مقاطعة خيرسون.
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كان أكد، الجمعة، إنه بعد الاستماع إلى زيلينسكي عبر رابط فيديو، طمأن قادة الاتحاد الأوروبي الرئيس الأوكراني بأنهم سيساعدون كييف في الانتصار في النزاع ضد روسيا، التي بدأت عمليتها العسكرية الخاصة في أوكرانيا في 24 فبراير 2022. وفبلها بيوم، دعم قادة الاتحاد الأوروبي خطة لتسريع نقل الذخيرة إلى أوكرانيا، وعمليات الشراء المشتركة لقذائف المدفعية، وتطوير قدرات الإنتاج العسكري الخاصة بأوروبا.
وميدانيا، هاجمت القوات الروسية الأجزاء الشمالية والجنوبية من الجبهة في منطقة دونباس شرق أوكرانيا، أمس الجمعة، استمرارا لهجماتها على الرغم من تأكيدات كييف بتباطؤ ضغط موسكو بالقرب من مدينة باخموت.
ووصفت تقارير عسكرية أوكرانية قتالا مكثفا في القطاع الشمالي من خط الجبهة الممتد من ليمان إلى كوبيانسك، وكذلك في الجنوب في أفدييفكا على أطراف مدينة دونيتسك التي تسيطر عليها روسيا.
والمنطقتان ضمن الأهداف الروسية الرئيسية لهجمات شنتها خلال الشتاء للسيطرة بالكامل على منطقة دونباس الصناعية في أوكرانيا. ولم يسفر الهجوم الروسي حتى الآن سوى عن مكاسب طفيفة على الرغم من مقتل آلاف الجنود من الجانبين في المعركة الأكثر دموية في الحرب.
إلى ذلك استعان الرئيس الروسي السابق ديمتري ميدفيديف ببرقية قديمة عمرها أكثر من 8 عقود لتحفيز صناعة الأسلحة في بلاده التي تشن حربا على جارتها أوكرانيا منذ أكثر من عام.
وقرأ ميدفيديف -الذي يتولى منصب نائب رئيس مجلس الأمن الروسي- نصّ برقية تهديد كتبها الزعيم السوفياتي السابق جوزيف ستالين تعود لعام 1941، وذلك بصوت عال لقادة صناعة الأسلحة في روسيا، في محاولة لتعزيز إنتاج الأسلحة المحلية، وفق “الجزيرة”.
ونشر ميدفيديف لقطات مصورة على الإنترنت لنفسه وهو يقرأ برقية تعود إلى حقبة الحرب العالمية الثانية (1939-1945) من ستالين أثناء اجتماع مع لجنة وطنية للتسلح.
وكان ستالين كتب رسالة عام 1941 إلى مصنع يطالبه بتسريع إنتاج أجزاء الدبابات قائلا إنه “إذا تبين خلال أيام قليلة أنكم تنتهكون واجبكم تجاه الوطن، فسأبدأ أن أوسعكم ضربا كالمجرمين”.
وانتقل حينئذ ميدفيديف إلى مجموعة من قادة صناعة الأسلحة الروسية قائلا “أيها الزملاء، أريد منكم أن تنصتوا لي، وتتذكروا كلمات الجنرال (ستالين)”.
وميدفيديف -وهو حليف مقرب للرئيس الروسي فلاديمير بوتين- مؤيد قوي لما تطلق عليه موسكو تسمية “عملية خاصة” تنفذها في أوكرانيا منذ أكثر من عام.
وتحدث العديد من وسائل الإعلام الروسية عن تصريحاته غير العادية وقراره الاقتباس من ستالين.
وبعد فترة وجيزة من نشره مقاطعه المصورة، نشر ميدفيديف أيضا مقتطفات من مقابلة مع صحفيين روس، قال فيها إن روسيا تخوض فعليا حربا ضد كل حلف شمال الأطلسي (ناتو).
وفي الأشهر القليلة الماضية، أدلى نائب رئيس مجلس الأمن الروسي بتصريحات عدة مثيرة للجدل، وتضمنت تلويحا باستخدام الأسلحة النووية في إطار المواجهة الراهنة مع الغرب على خلفية حرب أوكرانيا.