”المسار البديل”: بديل ماذا!
ملاحظة: لم أفضل الكتابة عن هؤلاء، وأمثالهم وهم مثل عديد الحصى، إلا لُماماً. لأنني اعرف جذورهم منذ 2003 وجذور غيرهم قبلاً. كما أنني لست ضمن اي تنظيم فالإنشقاق أو الخلاف أو التناكف أو التطامن لا تعنيني وبغير هذا لبقيت دون اعتراض على ايهم وكنت من طراز” صرّح”. . ما يعنيني هو اثر اي من هذا على الوطن وأين يتموضع في محور المقاومة أم لا. اين هو من الصراع العربي الصهيوني من المشروع العروبي ومن مشروع الاستشراق الإرهابي لتدمير العروبة وطنا وشعبا.
لذا، منذ سنين أرى أن اي فصيل مع المقاومة يجب أن يُخرج ممثله في اللجنة التنفيذية إلى الضاحية، وأن ينضم هو ومؤيدوه هناك للمقاومة.
لكن كما قال مظفر النواب:
“حرِّك بيت العقرب تخرج مكرهة”. حركهم اللُمام فجرى أن كتب أحدهم للمدعو خالد بركات فنشر هذا دون أن يلتفت لتاريخ موقفي من عزمي بشاره حيث بدأت النشر منذ 1994!
كُتب لهذا ونسخ ونشر في جريدة الأخبار يوم 15 تموز 2022 بعنوان “عن عزمي بشاره وقفاه…في زمن السقوط الشامل”.https://www.al-akhbar.com/Opinion/341211/%D8%B9%D9%86-%D8%B9%D8%B2%D9%85%D9%8A-%D8%A8%D8%B4%D8%A7%D8%B1%D8%A9-%D9%88%D9%82-%D9%81%D8%A7%D9%87-%D9%81%D9%8A-%D8%B2%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%82%D9%88%D8%B7-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A7%D9%85
ذات زمن، جاء الراحل إدوارد سعيد إلى مدينة الناصرة اي عام 1996 وقام بدعاية انتخابية لعزمي بشارة لدخول الكنيست ومن ضمن ما قاله:
“يحتاج الفلسطينيون إلى تفكير جديد”. والتفكير الجديد كما اتضح هو الاعتراف بالكيان والانضمام له في دولة واحدة مع المستوطنين.وهذه مسيرة عزمي بشاره أو ما تم تسييره فيه. نترك للقارىء التقاط تقليد “المسار” لطرح سعيد وموقع عزمي بشاره في ذلك.
صدر كتابي (تحت خط 48 عزمي بشاره وتخريب دور “النخبة “الثقافية ) عام 2016 في بيروت ثم في الأرض المحتلة.
واضح أن من كُتب له ومن كَتب لمن كُتب له إما لم يقرأ كتابي عن بشاره، أو يكذبان بشكل مكشوف. فقد بدأت انقد الرجل منذ 1994 انظر الصفحات من البداية حتى 103 وخاصة العناوين في الصفحات 33، 37، 40، 51، 61،64، 70، 89، 98، 103.
نعم كتبت انني اعرفه وكنا اصدقاء حتى كشفت تطبيعه. فلست مرتبط بمخابرات لأعرف الرجل أو غيره كما أن غيري مرتبط حقاً.
يتندر من كُتب له انني كنت “اكزدر” مع عزمي في رام الله. لا يا بطل، في القدس هههههههه. اي مستوى هذا واي بديل! كما كتبوا لك عن كتابتي “تفنيص” هل هذا حديث شخص لبناني أعرفه ههههههه .نعم تفنيص مقارنة ب مجلدات الديالكتيك التي انتجتها أنت!!!
المهم حين تعرف كل شخص أو مؤسسة كيف تتصرف؟ سيكشف الزمن كثيرين /أت مولهم عزمي ودعاهم وللتغطية كتبوا ضده! الشطارة مش عيب.
ويهمني هنا القول، أن هذه الأمور ليست شخصية بل مواقف، ولعل هناك أخطر من عزمي على الشعب الحذر منهم على الأقل.
هنا نجد جذور “المسار الثوري الجديد” . فالبديل قد يعني ديالكتيكياً إما: التغير/التغيير، أو الردة للوراء أو التطور. نترك للزمن تقييم هؤلاء.
طبعاً الاستخدام المفرط ل “ثوري” هي ماركة مسجلة للتروتسك في خدمة الثورة المضادة من تحت العباءة. لعبوا في تخريب الشعبية منذ عقود. هناك الراحل سلامه كيله وهناك جلبير اشقر، وهناك ميشيل فارشافسكي وتروتسك فرنسا. حتى الرفيق صلاح صلاح كتب لي منذ عشر سنوات يعاتبني بأن التروتسك ليسوا كما أرى. أعتقد غير رايه.
من حق اي كان أن يبحث عن مسار آخر وأن يوجه نقدا وتقييما ثم نقد…الخ لأي نضال، حتى لو لم يكن ضمن المناضلين في هذا الإطار أو ذاك. فالشخص الذي كُتب له المقال ووضع اسمه عليه خالد بركات، لم يكن ، كما يتضح، ضمن اي نضال مشتبك حقيقي باستثناء تجوال في فضاء الغرب الإمبريالي، وهناك بوسع الجميع التفلُّت والمزايدة.
أحد البدائل كان ما حاوله عزمي بشارة 2010 وجمع كثيرين من الشرفاء وخدعهم لتشكيل م.ت.ف جديدة. والغريب أنه كان يعلن بأنه مع التطبيع وكانوا يترجونه البقاء!!! وفشل المشروع.(كتبت عن هذا وسجلت فيديوهين)
والسؤال: ماذا يطرح البدلاء الجدد؟
أولاً: ليس شرطاً أن يكونوا ممولين من قطر عبر عزمي بشارة، فالانحراف قد يحصل بلا تمويل. هناك صهاينة عرب يدفعون مقابل تصهينهم/ن. لذا أن يقوم المكتوب له بالهجوم على عزمي لا يعني أن ذلك ليس اتفاقاً سرياً بينهما لا سيما وقد حصل كثير من النقد والقول بأن “تنعفله” بالمال هو من عزمي.
أما ان ينشر ما كُتب له عن عزمي بشاره اليوم، أي بعد قرابة اربعين سنة من دور عزمي فهذا صمت مريب . عليه أن يُجيب.
بالمناسبة، في زيارة لي لمرسيليا عام 1995 بعد مؤتمر ضد الإمبريالية رايت بعيني عشرات من شباب قوى الدين السياسي الجزائريين بدون لحى وفي البارات. سألت حينها الرفاق فقالوا هذا للتخفِّي وجمع اموال من اسواق طويلة، مشيتها على قدمي، كلها للجزائريين البسطاء. فلماذا لا يتخفى هذا بالهجوم على عزمي اليوم بعد أن ذاب بعض الثلج وبان بعض المرج؟
ثانياً: طبقاً لما آلت إليه القضية الفلسطينية، فالمطلوب اشد من الواضح. نعم م.ت.ف اصبحت دائرة صغيرة في سلطة الحكم الذاتي. لذا صار من مع المقاومة أن ينضم مباشرة لمحور المقاومة لأن الاصطفاف واضح. فاين يقف هذا البديل؟
فمن قرأ بعض ما كتبه هؤلاء فهم:
1) من حيث الخطاب يستخدمون مفردات “الاستبداد” و “الشمولية” و “الديمقراطية” بالمعنى التروتسكي واليهو/صهيوني الذي اخترعته الصهيونية حنا آرندت وكلها موجهة ضد الماركسية وخاصة السوفييت والصين واليوم ضد سوريا وإيران. أما استخدام بشارة لهذه المفردات فلا يعني قط انه مبدع النحت والاستخدام لأن الأمر اعمق منه وأوسع.
2) لم يرد في بيانات واوراق هؤلاء اي انضمام لمحور المقاومة لا شكلاً ولا مضموناً (هناك فيديوهات حوار عن هذا الأمر بينهم سأنشرها). وعليه، لا معنى لتكرار مفردات المقاومة والتحرير …الخ طالما يلعب هؤلاء خارج الموقع والموقف الحقيقيين للنضال إلا للتعمية.ذاب بعض الثلج.
3) ما ورد في كتاباتهم ضد سوريا يؤكد أنهم ضمن محور الاستشراق الإرهابي إرهاب قوى الدين السياسي (لاحظ هنا بطعم متمركس لزوم التخفي).
سوريا هي الهدف للثورة المضادة، ورغم كافة إشكالات النظام فهو قومي وعروبي ووطني واي تخندق ضده هو ضمن الثورة المضادة وضد المقاومة. وأخطر وقوف ضد سوريا هو من اي فلسطيني لأن لا أحد ذاق معنى ضياع الوطن مثلنا!!!
4) النضال الفلسطيني اليوم بمعناه الحقيقي هو:
أ) نضال سري في الأرض المحتلة
ب) وانضمام علني في الخارج لمحور المقاومة
ج) ونضال فكري ثقافي من الجيل القديم المكشوف على شكل منتديات، صحافة ، إعلام ، جمعيات، كتب …الخ
وعليه، فتشكيل تنظيم وتسميته بديل طالما خارج هذه الأسس وفي المنفى وبمؤتمرات علنية وبذخ مالي فذلك يعني بديلا كما اسس إدوارد سعيد وعزمي بشاره. فهل سيخطف هؤلاء طائرات؟ وهل سيحرروا لندن وواشنطن وصولا إلى حيفا! ألا يطرح الإرهاب “تحرير” سوريا وصولا إلى القدس؟ ومع ذلك، ننتظر ونرى ونتمنى أن نكون على خطا.
5) ورد في أوراقهم دفاعا عن المثليين “حريةالجسد”. كما كُتب لمن وضع اسمه على المقالة في الأخبار ووجه الإهداء إلى الراحل سماح إدريس.
جميل. سماح وقف علانية ضد سوريا ، ولم يتراجع بشكل نقدي وحقيقي مثل كثيرين في اليسار مما يؤكد انهم من هذا الاتجاه. وتزلُّف سماح للمقاومة ليس سوى تمسُّحا بالمقاومة اللبنانية للتخفي. وسماح طالما نشرت مجلته “الآداب” خطابا واضحا للمثليين. وللعلم فإن من يحمل لواء المثليين هو اليسار التروتسكي الصهيوني على صعيد معولم. إقرؤوا النظام الداخلي لهم فالمثلية قبل الطبقة.
وبراينا، حرية الجسد ليست حرية الجسم. الجسد مفهوم روحي ثقافي إنساني، أما الجسم فادنى بما هو مادي. ومع ذلك، لا يعرف أحد كيف يبيع أحد جسمه أو يبادله مع غيره هو أو هي، ولكن لماذا علينا ترك النضال الطبقي والاشتراكي والتحرري ضد الإمبريالية لنُرغم على تقديس من يعرضون أجسامهم لمبادلات سوقية سواء تجارية أو لِّذية؟ هل هذا ما تحتاجه فلسطين! لماذا لا يبقى تداخلهم سريا بينهم!
اذكر عام 2003 في كندا حيث دُعيت لنشاط العودة (التقيت من كُتب له المقال في الأخبار وسأفصل في ذلك) جلست في مقهى بجانب مجموعة يناقشون المثلية ومنهم السيد مغير الهندي وهو الذي ارسل لي دعوة المشاركة في العودة. ولكنني لم اتدخل سألني مغير لماذا لا تتدخل؟ قلت هذه أمور شخصية أنا ضدها كما قال كاسترو، ولا أقبل الانشغال فيها.
6) سماح ادريس ، كما يبدو مؤسس للمسار البديل هذا هو من فريق ال بي.دي.اس. وهنا يجب الانتباه.فهذه الحركة هي محاولة بديل للحق الفلسطيني اي بديل للكفاح المسلح بديل للتحرير ليكون مطلب الفلسطينيين أو مشروعهم لبراليا، ناعما، متعايشا تحت الاحتلال في دولة اسميها “دولة لكل مستوطنيها”. لذا ضخَّم الغرب هذه الحركة بشكل مقصود تماما كعادته في إشهار أدواته من العالم الثالث /المحيط. مثلا عزمي بشارة معروف ألف مرة لدى الغرب أكثر من سمير أمين وانور عبد الملك. وجرى إشهار صادق العظم أكثر بعد أن عاد سُنياً ومع ثوار الناتو…الخ.
7) لم أقرأ في كتابات أهل المسار اي طرح تحليل فكري اقتصادي اجتماعي طبقي ولا حتى غير طبقي للصراع العربي الصهيوني ولا للمسألة القومية ولا للإشتراكية فما بالك بالاقتصاد السياسي . هل هذا لانشغال هذا المسار؟ ولكن في ماذا؟ هل المثلية اهم من موقف فكري سياسي ثقافي…الخ.
هذا يفتح على الشخص نفسه.
أعرف خالد بركات منذ عام 2003 حينما دُعيت لنشاط العودة في فانكوفر، استضافني في بيته وكانت هناك زوجته سيدة محترمة من غزة نسيت اسمها وكذلك أخته. وخلال بضعة الأيام تلك تمكنت من معرفة شخصيته: فهو فكريا، وهذا ما يهمني خفيف جدا، أو بدون ما خلا شعارات سياسية سهلة الهضم والتخلٌّص. دعك من كلمة ماركسي أو ثوري.لم يطرح اية قضية فكرية قط .بل حتى لم يطرح مصير الصراع وهذا يعالجه الأميون. والمضحك أنه كان يحاول إقناعي بالعودة للجبهة الشعبية وكأنني لا اعرف اين هي سوى في بيته (ساكتب في مذكراتي عن الجبهة) . أفهمته انني من مؤسسي الجبهة واحبها، هكذا بوضوح وأنا الطبعة الأصلية لها، لكن هذه الطبعة ليست هي الآن. هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى المهم الإنتاج الفكري وخلق الوعي النقدي وهذا ممكن خارج إطار اي تنظيم وخاصة في عمر ما.
وبالمناسبة قلت هذا في محاكمتي ضد التطبيع حين عُرض علي تشكيل حزب فقلت في هذا العمر لا، ومن يريد الاستفادة فكتبي 30 ليأخذ منها ما يرى.
ماذا عن فتى الموساد؟ فالذي كُتب له المقال متضايق لأنني اسميت عزمي بشاره فتى الموساد. جميل حين يضطر العقرب للخروج من وكره. إليك التالي:
حدثني الصديق مراد السوداني، رئيس اتحاد الكتاب، أن أحمد اشقر (من بلدة إكسال/الناصرة) زاره قبل 4 سنوات في رام الله طالبا منه طباعة كتابين للمذكور. خلال الحديث ذكر اشقر بأنه هو والمدعية ضدي في محكمة التطبيع وعزمي بشاره يعملون ضد عادل سماره. هناك يا فتى أكثر من فتى سأخبرك بهم قبل أن تغفو!!!
قبل اغتيال نزار بنات جاء خصيصا لمكتب كنعان في رام الله وقال لي ان عزمي بشاره يشتغل ضدك دير بالك. فلماذا يزعجك موقفي من عزمي بشاره يا سيد بديل؟
نعم انا كشفت عزمي، وكثير من الفتية والأنجزة والتطبيع ودولة مع المستوطنين، ولذا أفهم عش الدبابير ضدي لماذا لم تكتب أن احدهم كان يقول للمحامي أنس برغوثي:”عادل سماره مثلي الأعلى” فوظفه عزمي بشاره فكتب هو وتافه آخر، عادل سماره قبض من سوريا 11500 دولار! اضف هذه لأرشيفك.
ولكن قال لي المتنبي ذات زمن:
وقفت وما في الموت شك لواقفٍ…كأنك في جفن الردى وهو نائمُ
تمرُّ بك الأبطال كلمى هزيمة…ووجهك وضَّحٌ وغثرك باسمُ
لكن من يمر براغيثاً.
يتهكم من كتبوا له على سوريا والمقاومة بأن عزمي كان في احضانهم في سوريا والضاحية …الخ. نعم، ولكن أنت وكل من يلتفون حولك ومعظم الصحافة والفضائيات التي ترتبط بالمقاومة ومن كتبوا لك ونسخت: كم كلمة كتبتم نقدا لعزمي بشاره لمشروع عزمي بشاره على مدار قرابة اربعة عقود وعن علاقته بالشام والضاحية؟ ولا كلمة!!!؟ هل هذا هو المسار البديل! هل لم يكن الرجل صاحب مشروع تخريبي للتنظيمات والثقافة وخاصة الشعبية إلا يوم أمس فصار له وجه وعجيزة!؟
نعم هناك لكل واحدٍ لجاماً من دولارات. وسيأتي يوم يتكشف كل هذا.فمشروع تخريبي تطبيعي نفطي كهذا لا يمكن قبول الصمت عنه وكأنه حسن نية أو جهل.هذه قضية أمة، ومرة أخرى، ليس عزمي وحده بل كُثر.
بالمناسبة مؤخراً يركز عزمي ضد فتح. يبدو انتهى من اليسار.
أنت تذكر يا من كتبوا لك المقال أنك تمكنت من خداعنا أنا والرفيق مسعد في “كنعان” الإلكترونية في بداية هذا القرن.لكننا اكتشقنا أن في رأسك موَّالا!! وقمت بسرقة بعض ما نشُر في “كنعان” لنشرة لك. ولم أناقشك فيه يوم التقينا في فانكوفر لأنني كنت قد وضعتك في خانة ما. فقررنا قطع العلاقة بك.
من حينها تأكدت أن لك طموح انتفاخ سياسي، وحين حصل لم استغرب.
لست معنياً بخلاف داخل الشعبية معك أو مع غيرك، أنا لست ضمن التنظيم. إنما أزعم أن تقييمي عنك دقيق.
بالمناسبة، هذا المسار لم يقل كلمة ضد محاكمتي ليس من أجلي وإنما لأن الموقف ضد التطبيع! فلماذا ؟ بل السؤال لكل من لم يعط موقفا او كلمة من قضية عامة كهذه؟ والمهم، أن هناك في القضاء كما في كل قطاع فلسطيني شرفاء أظهروا الحقيقة، وخاصة إتحاد الكتاب، بينما قوى وقيادات كانت تلعب في الخفاء!!! وتلعب اليوم مع من كُتب له المقال ضدي.
إضافات
قد لا يتسع المكان للكثير ولكن بإيجاز:
“اليسار” الصهيوني:
من يخجل من ماضيه، هو لا تاريخي، لا سيما وأن الإنسان تاريخي. بدأت باعتزاز وطنياً مع القوميين العرب ولاحقا مع الشعبية، واختلفت قبل تبنيها الماركسية وجربت الشيوعي لأشهر ثلاثة بعد السجن الأول ثم الديمقراطية لسنتين ولكنني حافظت على كوني عروبي وشيوعي. فليس المهم الإطار بل المهم مضمونه والأهم ان لا يساوم المرء على القناعة بل أن يبدأ وطنياً وهكذا بدأت.(سأكتب هذا تفصيلا). لم أقبل أن اكون حجر شطرنج ابداً.
من يعش في الأرض المحتلة يحتك بكل الصهاينة شاء ام ابى فهم في كل شبر والسؤال: هل يعمل معهم بشكل مشترك؟ واين ينتهي موقفه منهم ومن كل الكيان؟
في السنوات الأولى للاحتلال اشغلتنا الماركسية في قراءة الاحتلال. قال فهمنا الأولي الساذج ماركسيا ان المهم الاشتراكية وليس الصراع على الأرض وهذا جعل التواصل مع اليسار الذي لم ندرك أنه صهيوني كأنه امر عادي! كان هذا بسبب:
1) غياب أي فهم لنا من تنظيماتنا وفقر تحليل مفكرينا عن الكيان “ويسار \ه” ويمينه وكان علينا اكتشاف كل شيء من الصفر. وكان لا بد من التخبط.
2) تاثير المدرسة السوفيتية في الاعتراف بالكيان بلا موارية.
3) انفتاح كل تنظيم فلسطيني على صهاينة: الشيوعيون على راكاح بل حتى اليوم يعتبرون الاعتراف بالكيان براءة إختراع، والشعبية على متسبين التروتسك بمعرفة الحكيم وقراره، والديمقراطية على معاً بمعرفة حواتمه وقراره وفتح على حزب العمل بمعرفة أبو عمار وقراره والأكاديميين على الأكاديميين…الخ بمعرفة كل الأكاديميين. وطبعا راس المال على راس المال، وحتى اللصوص على اللصوص وقد شاهدتهم في سجن الرملة وهم إلى المحكمة بتهمة السرقة المشتركة!
بعد السجنة الأولى اي 1973 ولاحقاُ حتى 1977 في عملي في جريدة الفجر تعرفت على الشيوعيين اعضاء الكنيست في جريدة الفجر. إميل توما إميل حبيبي ، توفيق زياد ثم سميح القاسم…الخ. لم تكن ثقافتي ووعيي بتلك الدرجة لكنني كنت اتسائل كيف يدخل توفيق زياد الكنيست.
في عام 1982 او بعده بقليل كما اذكر طلبت مني الشعبية ان ادخل عضو مجلس أمناء مركز المعلومات البديلة كصديق. المركز كان كما عرفت بتمويل من الجبهة لجماعة متسبين التروتسكيين باعتبارهم “ثوريين” وافقت وخلالها تعرفت عليهم بشكل أولي وخُدعت بكتابهم عن شرق اوسط اشتراكي . لم أفهم ان المقصود منه:
- لا للقومية العربية حيث مر الأمر بخبث
- كما ان جوهره أن الكيان باقٍ!
وهذا استغله الشيوعيون وزعموا اني تروتسكي.
ثم سافرت لبريطانيا 1984 لإنجاز الدكتوراة.
عدت 1987 في اكتوبر، لكن رفضت العودة للمعلومات البديلة حيث أخذ تصوري للكيان “ويساره” والتطبيع بعدا اعمق.
عام 1995 اصرت الشعبية أن اعمل مديرا لمركز المعلومات البديلة في بيت لحم بواسطة وليد سالم، وافقت بالتخجيل واصريت على اخذ نصف راتب ، وهناك رايت التطبيع بوضوح ودخلت في معركة مع العرب واليهود واستقلت قبل إكمال السنة وكتبت لهم ورقة طويلة عن التطبيع الذي شاهدته وكان في مجلس الأمناء “اسرائيليين” وفلسطينيين من الجبهة وآخر من الديمقراطية.
حينها اكتشفت العلاقة بين عزمي بشارة وميشيل فارشافسكي مسؤول التروتسك واعضاء من حزب عزمي “التجمع الوطني الديمقراطي” هنيده غانم ومحمود محارب…الخ.
وخلال تلك الفترة اكتشفت الأنجزة، فالمعلومات البديلة اصبحت منظمة أنجزة ممولة من الاتحاد الأوروبي والتروتسك. وفي ال 11 شهر التي عملتها اتضح أن فارشافسكي سارق اكثر من ربع مليون دولار، وطالبت مجلس الأمناء العرب واليهود بمحاسبته واصرِّيت على ذلك واستقلت ولم يُحاسب.(بوسع الرفاق من الشعبية الذين كانوافي مجلس الأمناء الحديث وأنا اعرفهم).
عملت في يو أن دي بي من 1991 الى 1993 مديرا لمركز دراسات الجدوى لأكتشف انها فاسدة وضد التنمية فكتبت ضدها في جريدة الشعب حتى قبل الاستقالة ثم استقلت.
وعملت سنة مستشارا اقتصاديا في أونروا ولأني رفضت المشاركة في محادثات بروتوكول باريس جرى تذويب وظيفتي.
تعرفت في لندن على War and Want كمؤسسة”تنموية للعالم الثالث وجاء ممثلها وعرض علي أدارة فرع لها باسم Cooperation for Development وعملت أقل من سنة حيث حاولت تحويلها لمؤسسة محلية وعينت مجلس أمناء منهم عبد اللطيف غيث كما أذكر، لكن المؤسسة الأم رفضت فاستقلت.
حينما جرت انتخابات 2006 وفازت حماس وكنت متزوجا من عناية منذ عام 1975، ولم تكن قد حصلت على جمع شمل لأن جنسيتها امريكية وحين خرجت إلى الأردن لتجديد إقامتها منعها العدو من العودة وبقيت في امريكا تسعة اشهر، هذا مع انها ليست ناشطة سياسيا وليست حماس طبعاً، وحينها شكلنا لجنة للدفاع عن الأمريكيين الفلسطينيين ونشر ذلك الإعلام العربي والصهيوني ونشرت عميره هاس عن زوجتي بموافقتي طبعا في جريدة هآرتس. ومنذ زواجنا 1975 وحتى 1995 لم افكر في جنسية أمريكية إلا بعد أوسلو حيث خشيت الطرد وفعلاً اعتقلت على بيان العشرين 1999 وحوكمت لصالح التطبيع من 2016-2022. ومع ذلك كتب “فتى” المحرقة أنني أخذت الجنسية الأمريكية في ظروف مشبوهة مع انه يعرف عناية جيدا. جميلة الحرب مع الفتية!!!
لكن، اطمئنوا، لا تستحقوا أكثر ولن اصرف عليكم شيكل ومن بعد.
وبعد: في النصال الوطني امام المرء اكثر من تحدٍ، لكن أهمها إثنان:
- أن يجد امامه روادا عبَّدوا الريق الفكير والنظري فيدخل المسيرة على وضوع وعي
- أو أن لا يجد سوى أن هذا عمل وطني، وعليك أن تقرأ وتعرف وتواجه كل شيء من الصفر.
نحن في الأرض المحتلة وخاصة بعد 1967 وجدنا أنفسنا في لُجة الاحتلال. وكنت ممن دخل الكفاح المسلح فوراً. وهذا المستوى الوطني الصحيح. لكن خلال السجن وبعد الخروج، كانت المعضلة كيف تميز التعقيدات؟ احتلال، مزاعم تقدمية، قمع نهب الأرض علاقات بين القوى وقوى من الكيان…الخ. لم يكن مفهوم التطبيع مطروحا . كان فقط في داخلنا شعور بعدم التعايش لا أكثر.
تعرفت على التطبيع في سنواتي في لندن 1984-1987. من خلال الحركة الوطنية المصرية. وهذا اضاف لي وضوح موقف.
باختصار، من يزعم انه كان يفهم كل هذه التعقيدات سلفاً فليقل، وأين هو!! كان لا بد من التعثر في تلمس الطريق، ولكن في النهاية، بقيت عروبيا وشيوعياً وضد التطبيع والمطبعين. ولا أعتقد ان أحدا يمنع من تورط في التطبيع أن لا يراجع ويعتذر سواء كفرد او حزب أو نظام.
أمَّا وكل الأمور واضحة اليوم فمن لا ينخرط في محور المقاومة، فهو في محور الثورة المضادة مهما استخدم من مساحيق.
هذا هو، وإن عدتم، لا تستحقون أن نعود.
_________