السودان إلى أين؟ الحرب بالوكالة مهلكة.. النجاة لن تكون في الصمت أو الهروب.. فهل إلى “سوار الذهب” من سبيل؟ ومتى يقول الشعب كلمته؟

الإنتشار العربي :من سيئ إلى أسوأ تسير الأمور في السودان الدولة الطيب أهلها، وسط مخاوف من ضياع دولة كبيرة، وتشريد شعب كريم.
فإلى أي طريق يسير السودان؟ وهل إلى نجاته من سبيل؟
د. أحمد المفتي المحامي والموثق، مدير مركز الخرطوم الدولي لحقوق الإنسان طالب بعدم السماح للنخب السياسية، بإدخال البلاد، في نفس متاهة، ما قبل 15 ابريل 2023.
وأضاف أن مساندة الجماهير للجيش، تلقي عليه، واجب حمايتها ديمقراطيا، فور انتهاء الاحتراب، من صراع النخب السياسية علي السلطة، علي نحو ما كانت تفعل قبل 15 ابريل 2023.
وأضاف المفتي أن الأمل الوحيد، لتفادي ذلك هو ان يعطي الجيش تلك النخب، مهلة لا تزيد على ثلاثة أشهر، بعد خروج الدعم السريع من الخرطوم، للوصول الي توافق وطني كاف، لتشكيل مؤسسات، الحكم الانتقالي، لاستلام السلطة من الجيش.
ولفت إلى أنه في حالة فشلهم في ذلك، أن يعمل الجيش، خلال ثلاثة أشهر اخري، علي البناء علي ما تم التوافق حوله، قبل الاحتراب، وما سوف يتمخض عنه حوار، يديره بين القوي السياسية، حول نقاط الخلاف، لتشكيل مؤسسات الحكم الانتقالي.
وفي حالة فشل تلك المحاولة، قال إن علي الجيش تطبيق تجربة سوار الذهب، وتشكيل مؤسسات حكم انتقالي، بما في ذلك، حكومة تكنوقراط مدنية، لفترة انتقالية، تحددها القوي السياسية، وتتولي تلك القوي، عبر لجنة قومية تشكلها، اجراء انتخابات، في نهايتها.
وأضاف أنه منذ خروج الدعم السريع من الخرطوم، وحتي تشكيل مؤسسات الحكم الانتقالي، تشرع حكومة تصريف الأعمال الحالية فورا، في تنفيذ برنامج شامل ومفصل، لرفع المعاناة فورا عن الجماهير، وتعويضهم تعويضا عادلا وفوريا، ومن ثم، إحالة تنفيذ ما تبقي من ذلك البرنامج، الي الحكومة الانتقالية.
وأكد المفتي أنه بدون ذلك، سوف تدخل النخب السياسية البلاد، في نفس المتاهة التي كانت سائدة، قبل 15ابريل 2023.
وقال ان من الشواهد علي صدق ما يقول، هو الاجتماع الاول، للمكتب التنفيذي والمجلس المركزي لقحت بالقاهرة، خلال اليومين الماضيين، والذي لم يأتِ بفكرة واحدة جديدة، بل كرر نفس موقفه، قبل 15 ابريل 2023، ولم تؤثر فيهم، دماء الجماهير ودموعها، التي روت أرض الوطن، من جراء الاحتراب.
من جهته قال د. إسماعيل صبري مقلد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية إذا لم يكن السودانيون هم أكثر الناس في العالم إدراكا لحجم الكارثة الرهيبة التي حلت ببلادهم َوحولتها الي بقايا دولة والي مجتمع غير قابل للحياة، فمن غيرهم يكون؟
وأضاف متسائلا: هل من الطبيعي أن يكون رد فعلهم من كل هذا الذي يجري لهم علي يد أمراء الحرب الجدد من المغامرين الطامعين في السلطة، ويدمر لهم حياتهم وحاضرهم ومستقبلهم، هو الاستسلام والإذعان للأمر الواقع، والبحث عن طريق للهروب من السودان الي دول الجوار التي لم تعد ظروفها تتحملهم وهم من لهم وطن كان يمكن ان ياويهم ويحميهم ؟ وهل الحل هو في هروبهم وتركهم بلدهم يحترق وينتهي وليأخذ المغامرون راحتهم فيه ؟ هل هذا هو الحل في مثل هذه الظروف؟
وقال أستاذ العلوم السياسية إنه منذ شهور وعندما كانت الأوضاع في السودان أقل سوءا بكثير مما هي عليه الآن، كان السودانيون من كل الشرائح والأطياف والأعمار يملأون الطرق والساحات والميادين في موجات لا تتوقف من التظاهرات والاحتجاجات الغاضبة، فأين ذهب هذا كله الآن؟ ولماذا اختفوا وكان الأرض انشقت وابتلعتهم، حتي أصبحت العاصمة الخرطوم، كما يصفها المراسلون مدينة أشباح حيث لا يسمع فيها غير دوي الرصاص ولا تلوح في سمائها غير سحب الحرائق المشتعلة والدخان؟
وتابع متسائلا: إلى متي سوف يطول غياب السودانيين وصمتهم علي ما يجري لهم من قتل وتدمير وترويع ودولتهم تتهاوي امام اعينهم؟
وقال إن الحلول لكارثة وطنية فظيعة كهذه الكارثة لن تأتي من تلقاء نفسها، ولا من خلال من فجّروها وأشعلوها ويحاولون غسل ايديهم من مسئوليتهم عنها وكأنهم كانوا مضطرين اليها، مؤكدا أن الحلول ستكون ممكنة فقط عندما يكون للشعب السوداني الدور الاكبر فيها بعيدا عن كل تلك المؤامرات والمزايدات والمناورات الانتهازية التي لم يعد أمرها خافيا علي احد.
وقال إن الانتظار اكثر من ذلك والاكتفاء بالفرجة علي ما يدور اما عن خوف او عن عجز، هو رهان علي جواد خاسر.
وأردف مقلد: “هناك أمة تضيع ولا تجد حبل انقاذ واحد يمتد اليها ليوفر عليها مصيرا مأساويا يقف الآن في انتظارها…سلبية السودانيين علي ما يجري لهم لم تعد تجدي ولا معني لها.”.
الخيار المتاح
إحدى السودانيات (تهاني) قالت إن بيد السودانيين الخيار، مؤكدة عدم الخروج من أرضهم.
وأضافت أن تبديل هذه الأرض بغيرها أو النزوح كلها موت مؤجل، فلنمت مثلما فعلنا في كرري.
واختتمت مؤكدة أنهم سيطردون الدخيل و سيؤدبون هذا الذي استجلب الدخيل.
وأردفت: لا للحرب باقون فيها لآخر رمق.