الحكومة السورية تتهم أمريكا بالوقوف وراء مقتل جنودها في دير الزور بشرق البلاد وارتفاع حصيلة الهجوم إلى 33 قتيلاً

الإنتشار العربي : حملت الحكومة السورية الولايات المتحدة الأمريكية مسؤولية مقتل جنودها في محافظة دير الزور بشرق سوريا أمس الجمعة.
وقالت وزارة الخارجية السورية، في بيان لها اليوم السبت، إن “قوات الاحتلال الأمريكي ارتكبت يوم أمس جريمة جديدة حيث استهدفت هي وتنظيماتها الإرهابية حافلة تقل عددا من عناصر الجيش العربي السوري جنوب شرق دير الزور، ما أسفر عن استشهاد عدد من العسكريين وإصابة آخرين”.
وأكدت الخارجية السورية أن “هذا العدوان الإجرامي والإرهابي يأتي في إطار التصعيد الأمريكي ضد سيادة سوريا واستقلالها ووحدة أراضيها، وفي سياق دعم ورعاية الولايات المتحدة الأمريكية للتنظيمات الإرهابية وفي مقدمتها تنظيم “داعش” الإرهابي، وتوظيفها له وللميليشيات الانفصالية العميلة لها كأداة لتنفيذ مخططاتها “.
وأضافت الخارجية السورية “هذه الحادثة الأليمة تذكرنا بالاعتداء الآثم الذي نفذته قوات الاحتلال الأمريكي عام 2016 على مواقع الجيش العربي السوري في جبل الثردة بريف دير الزور، لتمكين تنظيم “داعش” الإرهابي من السيطرة على ذلك الموقع الذي دافعت عنه قواتنا بكل بسالة”.
وارتفعت حصيلة هجوم شنه تنظيم الدولة الإسلامية على حافلة للجيش السوري في شرق سوريا مساء الخميس إلى 33 قتيلاً وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان السبت.
وشن عناصر التنظيم ليل الخميس هجوماً هو الأعنف منذ مطلع العام الجاري بحسب المرصد، على الحافلة في بادية الميادين في ريف دير الزور الشرقي، حيث “نصبوا كميناً للحافلة واستهدفوها بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة”.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس إن “حصيلة قتلى الهجوم على حافلة الجيش ارتفعت إلى 33 جندياً”.
وبعدما سيطر عام 2014 على مساحات واسعة في سوريا والعراق، مني التنظيم المتطرف بهزائم متتالية في البلدين وصولاً الى تجريده من كافة مناطق سيطرته عام 2019. ومنذ ذلك الحين قتل أربعة من زعمائه، لكن عناصره المتوارين لا يزالون قادرين على شنّ هجمات، وإن محدودة، ضد جهات عدّة خصوصاً قوات النظام.
وتبنى تنظيم الدولة الإسلامية الهجوم الجمعة، وفق ما نقلت وكالة أعماق التابعة له عبر حسابات على تطبيق تلغرام. وقال إن عناصره “نصبوا كميناً محكماً (…) لحافلتين عسكريتين” قبل أن يستهدفوهما “بنيران كثيفة وعدد من القذائف الصاروخية”، ما أدى إلى احتراق حافلة وإعطاب الأخرى.
– دمشق تتهم “الاحتلال الأميركي” –
ونقل الاعلام الرسمي السوري الجمعة عن مصدر عسكري أن “مجموعة إرهابية” استهدفت الحافلة، ما أدى إلى “استشهاد وجرح عدد من العسكريين”، من دون تحديد عددهم.
واتهمت وزارة الخارجية والمغتربين “قوات الاحتلال الأميركي” بأنها “استهدفت هي وتنظيماتها الإرهابية” الحافلة، وفق بيان نقلته وكالة “سانا” الرسمية السبت.
وقالت إن “هذا العدوان الإجرامي والإرهابي” يأتي “في سياق دعم ورعاية الولايات المتحدة الأميركية للتنظيمات الإرهابية وفي مقدمتها تنظيم داعش”.
وتنتشر القوات الأميركية في مناطق سيطرة المقاتلين الأكراد في شمال وشمال شرق سوريا وتتواجد في قواعد في محافظة دير الزور (شرق) والرقة (شمال).
ومنذ خسارة مناطق سيطرته كافة، قتل أربعة من قادة التنظيم آخرهم أبو الحسين الحسيني القرشي الذي قضى في اشتباكات في شمال غرب سوريا. وأعلن التنظيم في الثالث من آب/أغسطس تعيين خلف له.
ورغم ضربات تستهدف قادته وتحركاته ومواقعه، ينفّذها بالدرجة الأولى التحالف الدولي بقيادة واشنطن أو القوات الروسية الداعمة لدمشق، لا يزال التنظيم قادراً على شنّ هجمات وتنفيذ اعتداءات متفرقة خصوصاً في شرق وشمال شرق سوريا.
وأفاد عبد الرحمن فرانس برس “بدأ التنظيم في الآونة الأخيرة تصعيد عملياته العسكرية الدموية، ووتيرة استهدافه لبعض النقاط، بهدف إيقاع أكبر عدد من القتلى، في رسالة هدفها القول إن التنظيم لا يزال موجوداً ويعمل بقوة رغم استهداف زعمائه”.
وهذا هو الهجوم الثالث على الأقل للتنظيم ضد الجيش السوري والمسلحين الموالين له منذ مطلع الشهر الحالي، و”الأكثر دموية” بينها، وفق ما قال عبد الرحمن لوكالة فرانس برس.
وقُتل عشرة عناصر من الجيش السوري والمسلحين الموالين له الإثنين جراء استهداف عناصر التنظيم لحواجز عسكرية في محافظة الرقة (شمال)، التي كانت تعد أبرز معاقل التنظيم في سوريا.
وقضى سبعة آخرون، غالبيتهم من الجيش السوري، مطلع الشهر الحالي في هجوم شنّه التنظيم على قافلة تضم صهاريج نفط في ريف حماة الشرقي (وسط) الذي يشكل امتداداً للبادية المترامية.
وتشهد سوريا منذ العام 2011 نزاعاً دامياً تسبب بمقتل أكثر من نصف مليون شخص، وألحق دماراً واسعاً بالبنى التحتية واستنزف الاقتصاد. كما شرّد وهجّر أكثر من نصف عدد السكان داخل البلاد وخارجها.