التحول النوعي في ميزان القوى العالمي يتطلب دفعا خاصا في قضايا الشرق الاوسط وعلى رأسها قضية فلسطين

بسام ابو شريف
بسام ابو شريف
قلنا بالامس ان روسيا سوف تصعد من عملياتها العسكرية بشكل تجعلها كما خطط لها وليس اقل اندفاعا كما فعلت في الايام الاخيرة لتهيئة اجواء افضل للمفاوضات وقد حصل هذا اذ ان الروس ايقنوا ان المواطنة التي يتخذها منهجا حاكم اكرانيا النازي الجديد الصهيوني زلنسكي هذا التباطؤ سببه اوامر واشنطن التي تريد لهذه الحرب ان تمتد لاطول فترة ممكنة ظنا منها ان هذه عملية استنزاف لروسيا تحد من تقدمها وتحاصر اقتصادها لا بل تجعله ينهار وفي كل يوم مع هذا التصعيد يكتشف القادة الروس اسرارا جديدة عن مدى تغلغل الولايات المتحدة في اكرانيا ومؤسستها العسكرية ومؤسسة النازي الجديد لتكون اداة فاعلة بالاذى والضرر والدمار ضد روسيا الاتحادية ويبدو ان الوقت لم يحن بعد لتكتشف موسكو الدور الخبيث جدا الذي تلعبه انقرة ويلعبه بالتحديد رئيسها اردوغان فاردوغان يرسل السلاح للاكرانيين وقد ثبت ذلك من خلال اسقاط طائرات بايرقدار لكن الاخطر ونؤكد على ذلك الاخطر انه استغل اغلاق البسفور ليرسل سلاحا روسيا للاكرانيين بناء على صفقة عقدها مع واشنطن تدفع واشنطن مقابل تلك الصواريخ مبالغ ضخمة ذلك ان واشنطن تظن ان الصواريخ الروسية ان استخدمت من قبل النازيين الجدد لن تتمكن روسيا من اسقاطها لان الشيفرات متناغمة ومنسجمة وتستطيع هذه الصواريخ ان تصيب اهدافها لكن ما جرى في سماء المعركة وعلى ارضها يختلف تماما وذهلت واشنطن من هذا الامر لكن تركبا ما زالت تحلم بان تلعب دورا من خلال دعم اكرانيا عسكريا واعطاء اللفظ اللطيف لموسكو سياسيا بامكانها ان تلعب دور الوسيط لتكون قد جنت جزأ من ارباح معارك تدور وتسيل فيها دماء الآخرين وفي الوقت نفسه فان روسيا ليست غبية لدرجة انها لن ترى ما هي اهداف زيارة رئيس اسرائيل لانقرة والاتفاق الذي حاول ان يصل اليه اردوغان مع المانيا وذلك لمد خط غاز مباشر ينقل الغاز الاسرائيلي لالمانيا عبر تركيا واكرانيا بدلا من خط ستريم 2 وستستمر موسكو في هجماتها هذه وفي الوقت الذي يقول فيه زلنسكي ان قواته تمكنت من ابعاد القوات الروسية عن كييف 70 كيلومترا نرى ان دباباته تحرق وطائراته تسقط وقاره العسكرية تضرب ولكن الروس لا يجازفون بجنودهم هكذا بل يتقدم الجنود عندما تكون الارض قد نظفت بمدحلة روسيا الصاروخية الا ان الروس كما قلنا امس وزبط قولنا بان مواجهة املاءات موسكو لزلنسكي في المفاوضات لا تواجه الا بضرب قوي لمراكز النازيين الجدد والمرتزقة والقوات النازية الخاصة التي دربت في فرجينيا في الولايات المتحدة هذا ولقد اعترفت الولايات المتحدة عبر مسئولين سابقين ولاحقين انها دربت آلاف الجنود الاكرانيين في معسكرات خاصة في ولاية فرجينيا يضاف الى ذلك ما اعلنه زلنسكي للكنيست الاسرائيلي عبر الجلسة التي خصصت للاستماع له بخطاب مرسل بالفيديو لقد قال زلنسكي بالحرف لقد آن الاوان لاسرائيل ان تتخذ موقفا اي انه كان يفهم لماذا الموقف الضبابي لاسرائيل طوال هذا الوقت حفاظا على ذلك الدور الخبيث في ارضاء روسيا والولايات المتحدة معا للحفاظ على مصالح اسرائيل لكنه قال لهم كصهيوني متقدم في مكانته في الهيكلية الصهيونية انه أن الاوان لتعلن اسرائيل موقفا مؤيدا لاكرانيا ضد روسيا وقال لهم ان وضع اكرانيا شبيه بوضع اسرائيل .
وماذا كان يقصد بذلك كان يقصد بذلك تلك الاطروحة القديمة التي اكل الدهر عليها وشرب من ان العرب يريدون اجتثاث اليهود من فلسطين ورميهم بالبحر هذا كلام النازيين السابق وكلامهم اللاحق ان زلنسكي هذا المهرج الذي يرضخ لاملاءات امريكا لا يساوي سوى حجرا في لعبة الولايات المتحدة حجرا واحدا من حجار شطرنج بايدن يستخدمه كما يريد ولقد ظهر لكافة الاكرانيين بما فيه زلنسكي نفسه ان الولايات المتحدة مستعدة ان تعطيهم سلاحا وسلاحا ارقى وارقى وان يموتوا هم في ميدان المعركة لكن الولايات المتحدة لن تشارك بجندي واحد يريدون استخدامهم لغاياتهم وهي تجميع الارباح للولايات المتحدة ومحاصرة الدول الاخرى ونقول هنا ليس روسيا فقط بل اوروبا باسرها بايدن يستهدف روسيا واقتصادها واوروبا واقتصادها ليجعل منها كلها خاضعة لاملاءات الولايات المتحدة ومصدرا يدر المال على خزائنها وحدها .
في ظل هذه الظروف التصعيدية هنالك شيء واضح وهو ان بوتن والقيادة الروسية يصرون اصرارا لا زحزحة فيه عن تحقيق الاهداف وهي نزع سلاح اكرانيا وتحويلها الى دولة حيادية بعيدة عن الناتو هذا الذي يضمن أمن روسيا ليس من الاكرانيين فضمان امن روسيا هو عدم استخدام اكرانيا كمخلب سام من مخالب الامبريالية الامريكية التي تريد استخدام اكرانيا لكرسحة اقتصاد روسيا واوروبا واعتقد ان الالمان قد فهموا الرسالة تماما كما فهمها الفرنسيون لكن جونسون يتبع ماتمليه واشنطن لان مصالح بريطانيا هي من فتات مائدة بايدن ،في الشرق الاوسط ذكر مندوب روسيا في مجلس الامن وهو رئيس مجلس الامن في هذه المرحلة ذكر بوضوح عن ماذا ارتكبت الولايات المتحدة والغرب اجمالا من جرائم بحق شعب العراق وشعب سوريا وشعب اليمن وذكر ايضا الجريمة الكبرى التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني والليبي وغيرهم من شعوب الشرق الاوسط ولقد جعل مندوب روسيا بكلمته هذه الشرق الاوسط لائحة الادانة الاساسية للامبريالية الامريكية ونهبها لثروات الشعوب وتدميرها للدول والحكومات وتلاعبها بمن يحكم وما يسمى بالانتخابات في كل هذه الدول الشرق اوسطية واللاتينية والافريقية ، اذا كان الامر هكذا فعلى الشرق الاوسط ان يتحرك ليصبح على جدول اولويات روسيا الاتحادية وهذا المعسكر الدولي الذي يقف الى جانب روسيا لتصبح قضية الشرق الاوسط قضية وازنة في عملية المواجهه مع الولايات المتحدة فالمعركة هي معركة تغيير ميزان القوى في العالم بحيث لا تتمكن واشنطن من اتخاذ قرار دولي يسري على العالم اجمع وحدها بل اصبح واصبحنا على عتبة جماعية القرار بحيث ان الولايات المتحدة لا تستطيع ان تتخذ وحدها قرارا يحدد مستقبل دول وشعوب ومناطق ، حتى الآن لم يبحث احد من قيدات الشرق الاوسط بشكل جدي ، الرئيس الجزائري الذي هو رئيس للقمة العربية القادمة من واجبه ان يبحث مع بوتن هذا الامر قضايا الشرق الاوسط وقضيتها الجوهرية فلسطين اين هي على جدول اعمال روسيا في نضالها مع شعوب الارض ضد الذين يتحكمون بمصائر الشعوب وينهبون ثرواتهم ويقضون على حقوقهم المشروعة كشعوب وعلى حقهم في تقرير المصير وعلى حقهم في الحرية وعلى حقهم بالاستقلال وعلى حقهم بان يكونوا بشرا مستقلين يمسكون بيدهم سيادتهم على ارضهم ومالهم وسمائهم حتى رئيس السلطة الفلسطينية لماذا لاان الشرق الاوسط ما زال يهيمن عليه شبح ترمب وحلول ترمب وصفقات القرن وحلول الحلف الابراهيمي الى آخره من هذه المشاريع التي سقطت عمليا بفعل الاحداث ليس بالضرورة في الشرق الاوسط فقط بل بفعل الاحداث في العالم سقطت .
اذا كانت هذه قد سقطت لماذا لا يتحرك احد من قادة المنطقة ليبحث مع بوتن كرجل دولة كرجل ينوب عن الشعوب العربية وشعب فلسطين يبحث معه في كيفية ادراج قضايا الشرق الاوسط وقضية فلسطين على رأس جدول الاعمال في عالم جديد اكثر عدالة كما قال بيان بوتن ورئيس الصين المشترك ، لا ارى احدا يستطيع ان ينوب عن الشعوب العربية الا الرئيس الجزائري الذي تربط الجزائر بروسيا علاقات واضحة ونحن نعلم حساسية ان يلتقي الرئيس الجزائري بالرئيس الروسي في هذه الفترة بالذات خشية ان يغضب بايدن لكننا نقول للجميع كما قال بوتن سواء التقى او لم يلتقي فمخططات بايدن للجزائر تسير للامام وهي مخططات تشغيل الارهابيين بالتعاون مع القاعدة الاسرائيلية التي بنيت في المغرب ومع النظام المغربي ضد الجزائر وشعب الجزائر من اجل الهيمنة على ثروات الجزائر وثروات الصحراء الغربية فالرئيس تبون لن يكسب شيئا بعدم رؤية بوتن بحيث انه لن يغضب الامريكان لان الامريكان يسيرون الى الامام في مخططتهم لقد قال بوتن في بداية المعركة كان يجب علينا ان نقوم بهذه العملية لانهم لم يتركوا لنا خيارا آخر ونحن نعلم سواء قمنا بهذه العملية او لم نقم ان الولايات المتحدة ترتب الامور بحيث تنزل العقوبات ضد روسيا من اجل محاصرتها اقتصاديا ومنع تنمية علاقاتها الاقتصادية مع الدول الاوروبية الاخرى وقال بوتن ان بايدن يستهدف الاقتصاد الاوروبي والاقتصاد الروسي وليس فقط الاقتصاد الاوروبي فالعقوبات التي تتخذ ضد روسيا هي عقوبات تنال من اوروبا ايضا .
وفي الشرق الاوسط يفتح المناضلون المجاهدون الرجال الرجال في اليمن معركتهم لفك الحصار وهذا هو النهج الذي يجب ان تتبعه كافة فصائل محور المقاومة الهجوم الدفاعي فاليمن عندما تشن هجماتها وعملياتها لكسر الحصار تقوم بعمليات دفاعية عن النفس لكنها هجومية الطابع ان عدونا لا يفهم سوى لغة القوة والهجوم الدفاعي هو افضل وسائل الدفاع وهذا ما يجب على فصائل المقاومة الفلسطينية ان تفعله بدلا من ان تتحدث عنه فقط خاصة ان السلطة في فلسطين قد ناخت وركعت واصبحت جزءا من عدو الشعب الفلسطيني اصبحت جزءا من الذين يلاحقون المناضلين المجاهدين المكافحين ضد الاحتلال ليس هذا فقط بل اصبحت اداة لتدمير منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني وهو مطلب منذ الازل لاسرائيل والدوائر الصهيونية والدوائر الامبريالية يريدون تدمير منظمة التحرير والقرارات التي اتخذتها السلطة لا شرعية لها ويجب محاربتها محاربة حقيقية وليس كلامية ان الحفاظ على منظمة التحرير بهيكليتها وبمضمون جديد واعضاء منتخبين من الشعب الفلسطيني هو ضمان لاستمرار الكفاح والنضال من اجل حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير وتحرير ارضه والعودة واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس حرة ابية سيدة على ارضها ومائها وسمائها .
لقد بدأت الامور بالتغيير في الشرق الاوسط ولا شك ان خطوة الامارات بدعوة الرئيس بشار الاسد لزيارتها خطوة لها معان كثيرة فالامارات ايضا تريد ان تحمي رأسها وان تقيم علاقات متكافئة او شبه متكافئة مع الطرفين مع روسيا من جهة والولايات المتحدة من جهة ومع محور المقاومة من جهة ومع الحلف الابراهيمي من جهة اخرى وهذا العمل الدبلوماسي السياسي يحتاج الى مرونة من ناحية ودهاء من ناحية اخرى فالحرب خدعة ولا شك ان التجارب التي مررنا بها ومر بها محور المقاومة تاهل هذا المحور للعب دور بكل مهارة من اجل اصابة مواقع الضعف في معسكر الاعداء عبر هجوم دفاعي متواصل تشعر معه الكيانات وعلى راسها الكيان الاسرائيلي لانه تماما كما قال رئيسهم في النازية الجديدة والصهيونية الدموية زلنسكي انهم يواجهون ما تواجهه الحكومة الاسرائيلية العنصرية الدموية النازية الجديدة ولا بد لنشاط محور المقاومة هذا ان يكون منسقا تنسيقا كبيرا وميدانيا مع ايران الثورة ومع سوريا الثورة ولا بد من التصدي بكل حزم لقواعد الصهيونية واستخباراتها وجواسيسها في العراق فقد نجحت اسرائيل من خلال البرزاني باقامة قواعد تجسسية وعدوانية هي التي تجبر العراق على البقاء مكبلا في مستنقعه خاضعا لعمليات النهب المستمرة لقد نهب من العراق اكثر من ثلاثة ترليونات دولار وقتل من العراقيين اكثر من مليونين على يد القوات الامريكية والبريطانية والاسرائيلية وحتما على يد داعش الاداة الامريكية الصهيونية لضرب اهلنا في العراق وسوريا ولبنان وفي كل مكان تستطيع الوصول اليه ، العراق امامه مهمات خطيرة وواجب العراقيين الوطنيين الاحرار والثوريين ان يفتحوا قناة اتصال مع روسيا ومع بوتن تحديدا فبوتن يعلم ماذا فعل الاميركيون والبريطانيون بالعراق ويعلم مدى الخسائر التي مني بها العراق وما زال العراق ميدانا للنهب المستمر على يد الامريكيين وعلى يد الصهاينة شركاؤهم وعلى يد البرزاني الذي سخر ووسخ سمعتهم باقامته علاقات تحالفية عدوانية عسكرية امنية مع الكيان الصهيوني ليس هذا فقط فلدينا المعلومات الاكيدة والوثائق حول الشركات المشتركة التي شاركت فيها عائلة البرزاني سواء من خلال رئيس الوزراء الحالي او اولاد الملا او اقاربه شاركوا مسئولين اسرائيليين باقامة مشاريع اقتصادية مشتركة والحركة الصهيونية لم تبخل عليهم تماما كما لم يبخلوا على انفسهم من خلال نهب مدخول النفط والغاز من كردستان وعدم تقديم اي تقرير لبنك بغداد المركزي حول ما انتج وسوق وبيع حول المردود منه .
كاتب وسياسي فلسطيني