الاحتلال يفرض رقابة عسكرية على صحافيين أجانب يطلبون الدخول لغزة

 الاحتلال يفرض رقابة عسكرية على صحافيين أجانب يطلبون الدخول لغزة

فرض الاحتلال الإسرائيلي مؤخرا قيودا صارمة على دخول جهات مدنية ومراسلي وسائل إعلام دولية إلى قطاع غزة، وإخضاعها للرقابة العسكرية، حسبما كشفت عنها وثائق وضعتها وزارة الأمن والجيش الإسرائيلي في أعقاب توجه من جانب الحركة من أجل حرية المعلومات.

ووُضعت هذه الوثائق بهدف ضمان أن يكون أي نشاط مدني في القطاع خاضعا لرقابة وتنسيق مشددين مع الجهات الأمنية الإسرائيلية، بادعاء “الحفاظ على الحد الأقصى لأمن الدولة وإحباط محاولات سوء استغلال تصاريح إنسانية”، حسب ذكر موقع “واللا” الإلكتروني اليوم، الأحد.

وتقضي القيود بأن المصادقة على دخول أشخاص مهنيين أو منظمات إغاثة أو وفود دولية إلى القطاع تلزم بإجراءات تسجيل وتصريح متشددة، تشمل تقديم قوائم بأسماء جميع المشاركين في الأنشطة، وتفاصيل هدفها، والوسائل التكنولوجية التي يحملونها، وتفاصيل الاتصالات والمعدات واسم الجهة المرافقة المسؤولة عن النشاط.

وينفذ هذه القيود وحدة “منسق أعمال الحكومة في المناطق” المحتلة، والقيادة الجنوبية للجيش الإسرائيلي والشاباك، وفيما يخضع أي تصريح لفحص أمني دقيق، ويشمل احتمال إلغاء التصريح في أي مرحلة في حال خرق القيود.

وتقضي الوثائق بمنع نقل أي “عتاد مشبوه أو تسرب معلومات حساسة أو تخوف من نشاط لم يُصادق عليه لجهات محلية”. كما تلزم الجهات التي تطلب الدخول إلى القطاع باطلاع الجهات الأمنية الإسرائيلية مسبقا بأي نشاط، وبضمن ذلك تقدير تقارير مفصلة حول النشاط، والالتزام بالعمل بشفافية كاملة. وتهدد إسرائيل بسحب تصاريح الدخول إلى القطاع بادعاء عدم الالتزام بالقيود المفروضة.

وتهدف هذه القيود إلى منع كشف الوضع الكارثي وجرائم إسرائيل في قطاع غزة. ونقل “واللا” عن المحامية يعارا فينكلر، من الحركة من أجل حرية المعلومات، قولها إن “انعدام الشفافية في الجيش الإسرائيلي بخصوص إجراءات دخول مدنيين إلى غزة ولبنان هو إهمال إجرامي. وحقيقة أن الإجراءات ليست منشورة أمام الجمهور والجنود تسببت بموت وشكلت خطرا على حياة البشر”.

وأضافت أن “الشفافية والإشراف على دخول وخروج الصحافيين، وبضمن ذلك أنهم يخضعون للمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، يجب أن تكون واضحة للجميع. ويجب أن يعلم الجمهور إذا كان صحافي يُخضع نفسه لتعليمات المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي”.

وتنشر وسائل إعلام دولية، بينها مجلة “دير شبيغل” الألمانية وهيئة البث الأسترالية وشبكة BBC البريطانية شهادات صحافيين من غزة حول النقص بالمواد الغذائية، فيما عبرت وكالات الأنباء رويترز وأسوشيتد برس و BBC بيانا مشتركا عبرت فيه عن القلق على الصحافيين في القطاع.

وأكد “واللا” على أن إسرائيل لا تسمح منذ بداية الحرب لوسائل الإعلام الإسرائيلية والعالمية بتغطية ما يحدث في قطاع غزة رغم الانتقادات الدولية.

وصادقت اللجنة للأمن القومي في الكنيست، الأسبوع الماضي، على إعداد مشروع قانون بإغلاق بث وسائل إعلام أجنبية بدون مصادقة المحكمة، للتصويت عليه بالقراءة الأولى. وفي موازاة ذلك، رفضت المحكمة العليا عدة التماسات طالبت بالسماح بدخول صحافيين إلى القطاع.

Al Enteshar Newspaper

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *