“إيحاءات جنسيّة ومُخالفات للقيم”.. حُكومة وبرلمان الأردن مُنشَغلان برواية “ميرا” ووزيرة الثقافة تحت القصف ورئيس الوزراء الأردني يُعلن حربًا على “المُحتوى الدخيل” والمِلف يتدحرج في الرأي العام
الإنتشار العربي: أصدر رئيس الوزراء الأردني الدكتور بشر الخصاونة توجيها لوزيرة الثقافة الدكتورة هيفاء النجار يقضي باتخاذ إجراءات لأزمة منع ما أسماه بالمحتوى الدخيل على النصوص الأدبية والإبداعية التي تعتمد في مكتبة الوزارة.
وصدر التوجيه مجددا في ظل الجدل العارم في البلاد بخصوص رواية جديدة إسمها ميرا قيل انها تخالف الأعراف والتقاليد واثار العديد من أعضاء البرلمان أسئلة واستفسارات في وجه الحكومة بسبب وجود تلك الرواية على رف مكتبة الأسرة التابعة لوزارة الثقافة ومعتمدة لديها.
ويقول المُعترضون على رواية “ميرا” أنها تضمّنت نصوصا وقحة وفيها إيحاءات جنسية وألفاظ غير لائقة فيما أعلنت الوزارة المختصة بأن تلك الرواية اعتمدت منذ ثلاث سنوات وليس في عهد الوزيرة.
لكن رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة أمر بمراجعة ما أسماه المحتوى الدخيل في الأعمال الأدبية والنصوص، الأمر الذي يصدر فيه تعميم بهذا المعنى لأوّل مرّة.
وسارعت الوزيرة النجار بدورها للاستجابة وشكّلت لجنة خاصة لمراجعة وتقييم المحتوى الدخيل الذي يسيء لقيم المجتمع في الأعمال الأدبية والروايات.
ووفقاً لموقع صحيفة “عمون” المحلية الإلكترونية وجهت الوزيرة بدورها بمنع أي محتوى دخيل لا يتناسب مع القيم الاجتماعية.
وبعد دخول النواب على خط الجدل حول نصوص الروايات تحول الامر الى قضية راي عام واشتبك مع البعد السياسي البرلماني حيث اضطرت الحكومة فيما يبدو لاحتواء تنامي صوت النواب بعد نقاش رواية ميرا للروائي المعروف قاسم توفيق والتي تضمّنت حسب أدباء وكتاب مجرد انعكاس بسيط للواقع الاجتماعي.
المواجهة مع رواية ميرا بدأت تتخذ شكلا سياسيا في الحالة الاردنية ورئيس الحكومة تفاعل مع اتجاهات مجلس النواب الأردني بالخُصوص، أما الوزيرة النجار فبقيت لمُدّة أسبوع تحت النقد والأضواء واضطرت بدورها لاتخاذ إجراء خصوصا بعدما دخل نواب التيار الإسلامي
وبقوة وعبر ممثلهم النائب ينال فريحات على خط الاشتباك عبر الإشارة إلى أن الوزيرة النجار ستكون مُذنبة إذا لم تتّخذ الإجراء المناسب.
ويبدو أن الحكومة الأردنية وفي إطار تركيزها على الملف الاقتصادي ومسارات التحديث السياسي لا ترغب في تمكين النواب من التركيز على وزارة الثقافة ووزيرتها في قضية إشكالية مجددا لها علاقة بحيثيات المناولة والاشتباك تحت عناوين مُرتبطة بالقيم الاجتماعية والدينية فيما بدا لافتا جدا عدم بروز أي أصوات سياسية أو حزبية أو ثقافية من الطراز الذي يخفف الحملة على الروايات الجريئة أو المقلص من الجدل.