إدارة ترمب تتهم جامعة كولومبيا بممارسة التمييز ضد الطلاب اليهود وتهدد بسحب اعتمادها

واشنطن – سعيد عريقات

 أعلنت وزارة التعليم الأميركية، يوم الأربعاء، أنها أخطرت هيئة اعتماد جامعية باعتقادها أن جامعة كولومبيا انتهكت القوانين الفيدرالية لمكافحة التمييز من خلال عدم حماية الطلاب اليهود في حرمها الجامعي.

يشار إلى أن جامعة كولومبيا كانت مركزًا لاحتجاجات واسعة النطاق من أجل وقف إطلاق النار في غزة، وإنهاء حرب الإبادة الإسرائيلية، كما في حرم المئات من الجامعات في جميع أنحاء الولايات المتحدة العام الماضي.

وصرحت وزيرة التعليم الأميركية ليندا مكماهون على منصة “إكس”: “غضت جامعة كولومبيا الطرف عن تعرض الطلاب اليهود للمضايقات”.

واتهمت الجامعة، وهي إحدى جامعات “رابطة اللبلاب” أو الجامعات السبع الأوائل في الولايات المتحدة ، والعالم، “بانتهاك حماية الباب السادس”، في إشارة إلى قانون وطني يحظر على متلقي التمويل الفيدرالي التمييز على أساس العرق أو اللون أو الأصل القومي.

وليس هناك أي أدلة على أن الطلاب اليهود في الجامعة تعرضوا للإيذاء الجسدي ، أو للإهانات اللفظية الجارحة على المستوى الشخصي أو الديني، ولكن بعض الطلاب تذمر من أن المظاهرات المطالبة بوقف إطلاق النار ، كانت “غير مريحة بالنسبة لهم”. 

وقالت ماكماهون في بيان: “بعد الهجوم الإرهابي الذي شنته حماس على إسرائيل في 7 تشرين الأول 2023، تصرفت قيادة جامعة كولومبيا بلا مبالاة متعمدة تجاه مضايقة الطلاب اليهود في حرمها الجامعي”. وأضافت: “هذا ليس غير أخلاقي فحسب، بل غير قانوني أيضًا”.

وفي البيان، ذكرت وزارة التعليم الأميركية أن مكتب الحقوق المدنية التابع لها تواصل مع جهة اعتماد جامعة كولومبيا بشأن الانتهاك المزعوم.

وأضافت أنها أخطرت لجنة الولايات الوسطى للتعليم العالي بأن “مؤسستها العضو، جامعة كولومبيا، تنتهك قوانين مكافحة التمييز الفيدرالية، وبالتالي لا تستوفي معايير الاعتماد التي وضعتها اللجنة”.

وليس من الواضح كيف سترد لجنة الولايات الوسطى، وهي مستقلة، كغيرها من وكالات الاعتماد، على هذا الإخطار، لكن ليس من المتوقع أن تخسر الجامعة العريقة اعتمادها.

وسيؤدي سحب اعتماد جامعة كولومبيا في حالة حدوثه، إلى فقدانها حق الوصول إلى جميع الأموال الفيدرالية.

كما لن يتمكن الطلاب الملتحقون بالجامعة من الحصول على المنح والقروض الفيدرالية لتغطية الرسوم الدراسية. يتهم النقاد إدارة ترمب باستغلال مزاعم معاداة السامية لاستهداف النخب التعليمية وإجبار الجامعات على الاستسلام.

وقد وضعت إدارة ترمب بالفعل 400 مليون دولار من تمويل جامعة كولومبيا قيد المراجعة، مما دفع الجامعة في مارس/آذار إلى الإعلان عن حزمة من التنازلات للحكومة تتعلق بتعريف معاداة السامية، ومراقبة الاحتجاجات، والرقابة على أقسام أكاديمية محددة.

كما سعت إدارة ترمب إلى ترحيل العديد من الناشطين البارزين في الحرم الجامعي بجامعة كولومبيا، لعل أبرزهم الطالب الفلسطيني محمود خليل، الذي لا يزال قيد الاعتقال منذ 8 آذار الماضي، والطالب الفلسطيني محسن هنداوي ، الذي اعتقل يوم 14 نيسان وأفرج عنه يوم 30 نيسان الماضي.

وعقب إعلان يوم الأربعاء، صرّح متحدث باسم جامعة كولومبيا بأن الجامعة “على دراية بالمخاوف” التي أثارتها الحكومة مع جهة الاعتماد التابعة لها.